ووصف عدد من النواب الرئيس التركي بـ"الدكتاتور" وتساءلوا لماذا تسمح أوروبا بأن يتم ابتزازها، ولما يتم عقد اتفاقيات مع "طاغية مثل أردوغان الذي يستخدم كافة الأوراق لابتزاز أوروبا؟" فيما أعرب الحزبان الرئيسيان في البرلمان، حزب الشعب الأوروبي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، عن تحفظات على مشروع إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لبلدان "شينغن"، وأنه لا يمكن التصويت لصالح الإعفاء من التأشيرات قبل احترام كل المعايير قبل تصويت المجلس.
وكانت المفوضية الأوروبية قد طالبت أنقرة بمراجعة قوانينها المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وعبرت عن القلق من حرية التعبير في تركيا، حتى جاء قرار تنحي رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، مثيرا لقلق أوروبا ومخاوف بتوجه تركيا نحو مزيد من الاستبداد والدكتاتورية.
اللاجئون والضغط على أوروبا
أوضحت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، نور الشيخ، في حديث لـ "سبوتنيك" أن مشكلة اللاجئين هي مشكلة حادة بالنسبة لأوروبا، وهي تدرك أن تركيا هي التي ضخت كل هؤلاء اللاجئين إلى أوروبا عبر سماسرة أتراك تربحوا بثروات هائلة من خلال تصدير اللاجئين، مشيرةً إلى أن الأعداد الهائلة من اللاجئين تضم عراقيين وسودانيين وأفغان وأفارقة، وجنسيات مختلفة، وهي لا تقتصر على السوريين فقط، كما يروج له الإعلام الغربي والتركي.
واعتبرت أن التحدي الأكبر أمام أوروبا حاليا هو رحيل رئيس الحكومة السابق أحمد داود أوغلو، والذي يعتبر مهندس الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، كذلك فإن البرلمان الأوروبي منزعج من خطوة أردوغان للإطاحة برئيس وزراء منتخب مثله مثل الرئيس، وهو ما يعكس تلك الدكتاتورية التي يمارسها الرئيس الذي يريد الانفراد بالسلطة والتخلص من كل الخصوم والمنافسين داخل أو خارج الحزب الحاكم.
وأضافت أنه يتجه إلى إقرار نظام رئاسي دكتاتوري ويصبغ هذا النظام بصبغة إسلامية، حيث بدأ الحديث عن دستور إسلامي، موضحة أن كل هذه الأمور تزعج أوروبا وتنقل إشارات سلبية توحي بأن الاتفاق الذي تم توقيعه بين الجانبين لن يرى النور في ظل إدراك أوروبي للابتزاز الذي يمارسه أردوغان، موضحةً أنه يسعى للحصول على تسهيلات في تأشيرات الدخول، والدعم المالي، من دون تحقيق أي تحسن في ملف اللاجئين وهذا ما يثير قلق أوروبا.
بدء العد التنازلي
ترى أستاذ العلوم السياسية أن تركيا أصبحت بدون حاضنة لا أوروبية ولا عربية إسلامية، موضحةً أنها لن تستطيع الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وأن فرنسا كان موقفها واضح، وهذا ما جعل القيادة التركية تتجه إلى الحاضنة العربية التي أصبحت الآن غير موجودة بالقدر الكافي، بل هناك علاقات عدائية بالمحيط المباشر، مشيرةً إلى الموقف من سوريا والعراق ومصر، وأن معظم الدول العربية الكبرى الفاعلة والمؤثرة علاقاتها مع تركيا متوترة في واقع الأمر نتيجة سياستها في دعم "داعش".
وأضافت أن تركيا التي تقف منعزلة يحمل لها المستقبل القريب مزيدا من عدم الاستقرار السياسي، وأن على المعارضة أن تتحرك لإنقاذ تركيا حتى لا تتأزم الأوضاع الداخلية والعلاقات الخارجية لتركيا أكثر من اللازم.
وأكدت أن أردوغان ينتحر سياسيا إن لم يكن انتحر بالفعل، خاصة وأن حزب "العدالة والتنمية" يعتبر الحاضنة الوحيدة له، وأصبحت الأغلبية غير راضية لا عن قرار الإطاحة برئيس الوزراء السابق، ولا عن الشره غير المبرر للسلطة. واعتقد أن العد التنازلي لانتهاء حقبة أردوغان قد بدأ بالفعل.
تقرير ـ أشرف كمال