وصف رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن هشام جابر، عرقلة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا طلباً روسيا في الأمم المتحدة لإدراج حركتي "جند الإسلام" و"أحرار الشام" على قائمة العقوبات، بأنه أمر طبيعي، لأن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين لن يعودوا من منتصف الطريق.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، "لقد قلت قريبا في إحدى المحاضرات الأسبوع الماضي في كازاخستان، إن هذا الغرب العظيم "أمريكا وأوروبا"، ضد الإرهاب كما يعلنون، ولكنهم ليسوا ضد الإرهابيين، والكل يعلم أن الاتفاق الروسي الأمريكي لوقف إطلاق النار والعمليات الحربية في سوريا، والذي أصبح قراراً أمميا، كان يجب أن تلتزم به أمريكا".
وتابع "روسيا أعطت الكثير من الفرص لأمريكا لتحدد موقفها، بعدما اتفق الجميع على لائحة الإرهاب الأولى، وتضم داعش وجبهة النصرة، واللائحة الثانية قبلت روسيا اعتبار أكثر من 70 تنظيما إرهابيا، وهناك جيش الإسلام وأحرار الشام، التي لم يتم الاتفاق بشأنها".
وأوضح أنه تبين أن "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" تحالفا مع "جبهة النصرة" في ريف حلب الجنوبي ويقاتلون معها، أي أن هذه التنظيمات التي تعتبرها أمريكا معارضة غير إرهابية، هي درع لـ"جبهة النصرة"، فالولايات المتحدة تريد إرضاء حلفائها الخليجيين، وفي نفس الوقت تناور مع روسيا لكسب الوقت.
وعن سماح تركيا لنحو 100 مسلح ينتمون إلى "جبهة النصرة" بدخول حلب من خلال أراضيها، وهم يحملون أسلحة كيماوية، قال إن موقف الولايات المتحدة في هذا الأمر متناقض، فهي تتغاضى عما يقوم به حلفاؤها الأتراك والسعوديون من تقديم دعم للإرهاب بينما هي تدعي أنها تحاربه، فالولايات المتحدة أعلنت منذ نحو عامين عن تحالف دولي للقضاء على تنظيم "داعش"، واعترف أوباما واعترفت هيلاري كلينتون بعد نحو عام بأنهم يجب أن يغيروا استراتيجيهم، من احتواء "داعش" إلى محاربته لأنه أصبح خطراً على أمريكا.
وأكد جابر أن "مواقف أمريكا متناقضة دائما، ونحن كنا سباقون في فضح هذه المواقف، وروسيا تدرك هذا جيدا، ما دفعها للدخول العسكري في سوريا، ما جعل الولايات المتحدة تتحمس إلى حد ما، وتدخل في سباق مع الروس، وأعلنت أنها ستقاتل جديا تنظيم داعش في العراق، ومواقف أمريكا المتناقضة تعود لعدة أسباب، فمنذ 5 سنوات دخلت على الخط الخطأ، فحرضت تركيا على هذه المواقف التي لن تجني من ورائها شيئا، كما أن الرئيس الأمريكي أعلن أنه يريد الحصول على تسوية قبل ذهابه، فأمريكا تريد إنجاز الشيء وضده في وقت واحد".
وقال إنه لا يوجد حل عسكري في سوريا والكل يدرك ذلك، ولكن استنزاف سوريا واستمرار العمليات العسكرية أمر وارد جدا، فنجد دائما عندما نصل لطاولة المفاوضات أن ما يسمى وفد الرياض يأتي من يقول لهم أن يعرقلوا أي انتصار أو توافق ويعودون بمطالبهم البائسة والمستحيلة وكأنهم من حققوا نصراً عسكريا، وبالتالي فإن استمرار دعم هؤلاء من بعض الدول بالسلاح الفتاك، حسبما قال وزير الخارجية السعودية، الذي قال "سنستمر في تزوديهم بسلاح فتاك"، لذلك لا أرى على المدى المنظور أي حلول على طاولة المفاوضات".
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي