أنقرة — سبوتنيك
وهو أن دخول السياسة الخارجية الروسية، وسياسات حكومة حزب "العدالة والتنمية" الخارجية المبنية على نزعة "العثمانية الجديدة"، في الأراضي السورية أصبح أمرا لا مفر منه بعد نزول روسيا إلى الساحة في المنطقة.
ورأى الخبير التركي، أن روسيا بدأت تمارس ضغطا كبيرا على تركيا عقب إسقاط المقاتلة الروسية، وقتل الطيار الروسي قائد المقاتلة، مشيرا إلى أن روسيا أدخلت تركيا في مأزق كبير بالمجالات الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية بينما حاولت حكومة حزب "العدالة والتنمية" الرد على ذلك بردود فعل فترة الحرب الباردة واللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الأطلسي وفق الرموز التقليدية للسياسة اليمينية التركية.
ولفت الخبير التركي، إلى أن تصريح أردوغان، جاء بالتزامن مع اضطراب علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي الذي تحاول الانضمام إليه منذ أكثر من 50 عاما بسبب موضوع إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لأوروبا وظهور عزلتها في السياسة الخارجية بشكل واضح للعيان، موضحا أن أردوغان، حاول إطلاق حملة ذاتية في السياسية الخارجية وتوجيه رسالة لحلف شمال الأطلسي وحلفائه التقليديين وروسيا.
وأضاف ياشلي، "سنرى في المرحلة المقبلة رد الناتو، الذي يخطط لدخول البحر الأسود منذ زمن طويل، على دعوة أردوغان".
ورأى الخبير التركي ياشلي، أن مصلحة تركية الموضوعية تكمن في العيش بسلام مع دول الجوار واتباع سياسة خارجية متوازنة وليس في الجري وراء حلف الناتو والتقارب معه وقال ان الحماس الإمبريالي لحكومة حزب العدالة والتنمية أوصل تركيا إلى مرحلة تتلخص في تزعزع علاقاتها مع حلفائها التقليديين بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
وأضاف، أنه "كما رأينا مؤخرا هناك خلافات جدية بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية اللاجئين وإغفاء الأتراك من تأشيرات الدخول لأوروبا كما هناك خلافات مع الولايات المتحدة الأمريكية في موضوع إقامة منطقة عازلة بالأراضي السورية و بشأن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وكان بإمكان تركيا استخدام علاقاتها مع روسيا لتحقيق التوازن في المرحلة الحالية ولكنها ضيعت الفرصة على نفسها مع إسقاط المقاتلة الروسية".
وأفاد بأن الدعوة التي وجهها اردوغان، لحلف شمال الأطلسي لا تخدم مصالح تركيا وإنما المصالح الشخصية لحكومة حزب العدالة والتنمية واردوغان.
ولفت ياشلي، إلى أهمية اتفاقية "مونترو" الدولية في تحقيق الاستقرار والسلام في منطقة البحر الأسود مشيرا إلى ان بنود اتفاقية "مونترو" عقلانية وسلمية ولها قوة ضغط إيجابية على علاقات الدول المطلة على البحر الأسود ورأى ان إعادة النظر في اتفاقية "مونترو" وتعديلها ولاسيما وفق سياسات حلف شمال الأطلسي لا يخدم تركيا إطلاقا.
واستبعد احتمال إجراء أي تعديل شامل على الاتفاقية على المدى القريب مضيفا "لا اعتقد ان حكومة حزب العدالة والتنمية ودول حلف شمال الأطلسي في وضع يؤهلها لتحمل هذه المخاطرة".
وقال، إن العلاقات الروسية التركية تأزمت بشكل ملحوظ لافتا إلى ان عملية التصدير والاستيراد وصلت إلى مرحلة التوقف كما ان السياح الروس الذين يعتبرون اهم زوار تركيا لن يزوروا تركيا العام الجاري الأمر الذي من شأنه ان يوجه ضربة كبيرة للقطاع السياحي التركي ويؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد التركي.
وأشار إلى ان هناك أزمة كبيرة بين روسيا وتركيا في مجال السياسات الإقليمية موضحا ان سياسات العثمانية الجديدة التي اتبعتها حكومة حزب العدالة والتنمية لعبت دورا مدمرا في الحرب السورية المستمرة والحكومة التركية لم تتخل عن دورها المدمر هذا.
وخلص الخبير التركي إلى القول: "لذلك استبعد احتمال تحسن العلاقات بين روسيا وتركيا على المدى القريب طالما تستمر حكومة حزب العدالة والتنمية في سياساتها إزاء سوريا بينما ينبغي على تركيا ان تعيد النظر في سياساتها الخارجية عاجلا وان تحسن علاقاتها مع روسيا لان المصالح الوطنية تقتضي ذلك".