وخلال حوار الدكتور طارق فهمي مع "سبوتنيك" قال إن العمليتين العسكريتين التى صرح بهما "ستيف وارن" بهدف إفلاس تنظيم داعش الإرهابي هما استعراض سياسي واقتصادي ولا تأثير لهما على التنظيم الإرهابي إذ أن لديه مجالات متعددة لشبكات رؤوس الأموال وتعاملات مع شركات دولية ضخمة خارج نطاق سيطرته.
وإلى نص الحوار:
بداية دكتور طارق كيف ترى التنامي المتسارع للتنظيمات الارهابية في المنطقة العربية ، ليبيا العراق سوريا اليمن مصر؟
هذا التمدد للتنظيمات الإرهابية مرجعه إلى عدة اسباب:
أولا:أن هذه التنظيمات استمرت لسنوات في العمل تحت أعين ورقابة أجهزة الاستخبارات الدولية وخصوصا جهاز الاستخبارات الأمريكية الـ "سي آي إيه" وبناء عليه فلم تنشأ هذه التنظيمات بصورة مفاجئة بل كانت مراقبة فنحن نتكلم اليوم عن شظايا تفتت إلا من رحم الجيل الأول تنظيم القاعدة وهو ما أدى إلى نشأة هذه التنظيمات، واليوم العالم يواجه تنظيم داعش الإرهابي ولكن بعد قليل سيكون هناك البديل وربما يكون تنظيم خراسان الذي يتواجد الآن ويعبرعن نفسه وفي هذا الإطارحدث ولا حرج وأصبحت هذه التنظيمات كيانات ونحن نسميها الآن.جيوش قطاع خاص أو كيانات موازية تتصارع مع الدول بصورة أو بأخرى
المجتمع الدولي بكل ما يملك من إمكانات استخباراتية وأخرى عسكرية لم يتمكن من القضاء على داعش أو بوكو حرام أو تنظيم القاعدة فما تفسيرك لذلك ؟
القضية ليست في التمكن أو عدم التمكن، صحيح أن هناك آلاف من الضربات الموجهة لهذه التنظيمات، لكن كما نعلم عسكريا المواجهة من أعلى لا تحسم على الأرض والمطلوب أن توجد هناك تدخلات برية تحسم الوجود لهذه التنظيمات على الأرض وهو ما تعجز عنه الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية.
كيف فشلت هذه الدول في القضاء على مثل هذه التنظيمات الإرهابية ؟
فشلت هذه الدول الكبرى لجملة من الاعتبارات:
أولا: هناك صراع دولي على مناطق النفوذ تستغله هذه التنظيمات بصورة أو بأخرى
ثانيا: أن هذه الدول الكبرى تعايشت مع هذه التنظيمات الإرهابية وأذكر أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر نجحت أمريكا في تفادي أي ضرر كبير يحدث في بلادها والمعنى هنا أن أمريكا تمكنت من اختراق بعض هذه التنظيمات وتعاملت معها، فالحرب ليست عسكرية أو استراتيجية ولكنها حرب إلكترونية ومعلوماتية وحرب مواجهة استخباراتية مفتوحة وبناء عليه يفشل العالم في إيجاد استراتيجية حقيقية لمواجهة هذه التنظيمات فما جرى في سوريا والعراق تكرر أيضا في ليبيا وسيتكرر في مناطق أخرى من جنوب الصحراء وأعتقد أن هذا يحتاج إلى أمرين :
أ- الاحتياج اإلى استراتيجية مواجهة حقيقية وفعالة وبإرادة دولية هي غائبة تماما من الدول الكبرى.
ب- أن الموقف الدولي يتعامل برد فعل هذه التنظيمات بمعنى أنه لم تضرر الدول الاوروبية ضررا كبيرا أى أن ماحدث في أنقرة أو إسطنبول لا يمكن أن يكون نفس تأثيره مثلما جرى في فرنسا حينما انتفض العالم ووقف في تظاهرة عالمية كبيرة لمجرد اقتحام أوعملية إرهابية والرسالة هنا أن هذه التنظيمات تتحرك في هذا الإطار من التباينات والتجاذبات بين الدول الأوروبية لتحديد مفهوم الإرهاب واذكر هنا بانه حتى الآن لم يتحدد تعريف للإرهاب أو ما هو التنظيم الإرهابي.
كيف قرأت تصريحات ستيف وارن بانطلاق عمليتي (النقطة الفارغة) و(موجات المد) العسكريتين لدفع داعش للإفلاس؟ ألم يكن من الأجدر أن تنتبه أمريكا إلى فكرة تجفيف منابع الإرهاب كخطوة ناجحة في تقليص انتشاره؟
هي ليست أول محاولة إنما القضية بها استعراض سياسي واقتصادي، وموضوع الإفلاس هذا غير صحيح لأن تنظيم "داعش" شكل شبكات رؤوس أموال ومصادر للدخل وتجارة النفط والاستثمارات الخارجية مع العديد من الدول في الأسواق السوداء ومن ثم من الصعب أن تنجح مثل هذه العملية لأن هناك ثلاثة مجالات يتحرك فيها داعش:
أ- الأسواق السوداء والخارجية التى تاجر في مثل هذه الأمور وبالتالي اقتصاديات داعش قائمة على القدرة على المناورة في الاقتصاد الدولي وفي إحداث خلل في قطاعات مناطق التماس التى تحتلها سواء خارج العراق وسوريا وامتداد الساحل في تركيا ووصولا إلى البحر المتوسط وأوروبا
.ب- أن تنظيم "داعش" نجح في توفير مصادر دخل حقيقية بالتعامل مع الشركات الدولية وهذه الشركات تتعامل بدون أسقف سياسية أو استراتيجية
ج- شبكات رؤوس الأموال لداعش أصبحت متعددة داخل المنطقة وخارجها
صحيفة ديلي تلغراف: قالت بأن هنالك مخاوف من استخدام "داعش" لغاز الخردل في معركة الموصل بالعراق ألا ترى أن الموصل بالتحديد تكثر حولها التصريحات وتتجمد نحوها الافعال لماذا الموصل بالتحديد؟
حقيقة الموصل تعتبر ثيرمومتر العمليات العسكرية بخلاف مراحل معينة وأعتقد أن داعش لن يجرؤ على استخدام مثل هذه المواد الا في حالة اللجوء الى خيار "شمشون" أي ان التحرك عليه وعلى أعدائه وهو في منظور قيادات داعش كما جاء على لسان أبو بكر البغدادي أنه لن نلجأ إلى مثل هذه الامور الان يكون التنظيم في حالة تصفية.
أجرى الحوار: مصطفى العطار