قال الشاب، الذي لا نذكر اسمه لأسباب أمنية، لوكالة "سبوتنيك"، عندما تعرضت مدينة عدرا لهجوم من قبل مسلحي "لواء الإسلام"، واستطاع المسلحون السيطرة على المساكن تم أسره مع مجموعة كبيرة من الشبان والرجال والنساء والأطفال.
أقدموا على ضربنا وشتمونا واتهمونا بأننا من الدفاع الوطني والجيش السوري.
وقال لهم زعيم المجموعة بأن مصيرهم الموت لأنهم وقفوا مع "النظام" على حد، تعبيره، وتم نقلهم إلى مزرعة التوبة في منطقة العبّ، فتم تعذيب سائر رفاقه، بشتى أنواع العذاب، من الكهرباء إلى الضرب وربطهم وهم واقفون ليقضوا شهرين، ونيف بهذه الحالة، يأكلون ويشربون وينامون وهم واقفون على أقدامهم.
ويتابع الشاب في البداية تم إصدار قرار بحقنا وهو الذبح، ولكن فيما بعد تقرر جمع أكبر عدد من الأسرى الشباب من أجل استخدامهم لحفر الأنفاق، ونقل المسروقات من طعام وذخيرة ومعدات وصواريخ ذات الصناعة المحلية.
يقول الشاب كانوا يستخدمون كل شاب بحسب اختصاصه فمن يعمل بالكهرباء يأخذونه لمد الكهرباء في الأنفاق، ومن يصلح موبايلات يستخدمونه لتصليح الموبايلات والأجهزة الالكترونية، حتى النساء لم تسلم من أعمالهم حيث تم استخدامهن بالخياطة والطبخ والأطفال للتنظيف.
كانت تقدم لنا وجبة واحدة فقط في ساعات الظهيرة وهو طعام سيء جداً لايأكل، وكان يسمح لنا أن نخرج مرتين إلى الحمامات لقضاء حوائجنا، أما حمامات النظافة فكانت ممنوعة علينا وكان المسلحون يرشونهم بالماء ويقولون لهم هذا حمامكم في السجن.
ويكمل الشاب، في سجن التوبة كان يخصص لهم ثلاث ساعات يومياً يأتي إليهم شيخ ويجمعهم ويقوم بتدريسهم الشريعة الإسلامية وتحفيظ القرآن، حيث كان يعاقب بالجلد من لا يستطيع الحفظ وكان الشيخ يقوم بالتسميع، ويلفت الشاب إلى أن الفصائل المعارضة المسلحة كانت تقوم بالاتجار بالأسرى، وذلك بحسب عمل وقوة كل شاب إضافة للاتجار بالنساء حيث كنا نسمع صرخات النساء وهم يتعرضهن للاعتداء من قبل القادة المسلحين.
يقول الشاب فكرت بالهروب أكثر من مرة ولكن فشلت، وقررت الهروب حتى لو مت، فالموت كان من نصيبي في كلا الحالتين لذلك استغليت عملي في حفر الأنفاق حيث كان يبدأ العمل من السادسة صباحاً حتى ساعات المغرب وهنا تبدأ القصة، حيث يدخل مسلح ويؤشر بيده إليه ويقول له تعال لديك مهمة.
تحرك الشاب إلى المكان الذي تم الإشارة له للحفر حيث كانوا يستخدمون أشخاص ذو خبرة بحفر الأنفاق، ومن إحدى الحفر التي تصنع بهدف التنفس أستطاع الخروج للزحف في حقل ألغام باتجاه الجيش العربي السوري.
يصرخ الشاب بصوت عالي (أنا مدني مخطوف) حيث اقترب من عناصر الجيش وحققوا معه.
ليتم نقله إلى مكان آمن بعد سبعة أشهر أسير في يد المسلحين تلقى فيها شتى أنواع العذاب والشوق الى الأهل والأحبة.