صرح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الثلاثاء 17 مايو/ أيار، أنه إذا لم يمتثل الرئيس السوري بشار الأسد لمحاولات التوصل لهدنة في بلاده، فإنه من الضروري البحث في البدائل.
وأضاف الجبير: "خيار الانتقال لخطة بديلة، وخيار تكثيف الدعم العسكري (للمعارضة) بيد نظام الأسد. إذا لم يستجب لاتفاقات المجتمع الدولي… فسيتعين علينا دراسة ما يمكن عمله".
برنامج الحقيقية سلط الضوء على هذا الموضوع بحوار إذاعي مع المحلل السياسي، مدير تحرير موقع توب نيوز الإخباري، الدكتور ناصر قنديل.
السؤال الأهم في هذا الموضوع وانطلاقا من تصريح الجبير، ماذا في يد السعودية عمله في سوريا ولم تعمله لحد الآن؟
قنديل أوضح في معرض إجابته ما يلي:
واضح أن وزير الخارجية السعودي قد خرج بخيبة كبيرة من اجتماع فيينا، حيث كان يتوقع موقفا أوربيا يسمح بتشكيل حلف خليجي — أوربي كما روجت له وسائل الإعلام السعودية طوال الأيام التي فصلت بين إعلان التفاهم الروسي — الأمريكي، وبين انعقاد مؤتمر فينا، لكنه فوجئ بأن الأوربيين قبضوا ثمن ما يريدونه في الخيار الليبي، بتفويضهم إدارة العملية الليبية، وإنكفأوا عن الملف السوري لحساب التفاهم الأمريكي الروسي، لذلك هو الآن يحاول أن يملئ الفراغ بالكلام المناسب لإرضاء جماعته من المعارضة، التي زين لها أن فيينا ستكون نقطة تحول، وأنه سيكون على الروس والأمريكيين أن يختاروا بين أن تبقى قراراتهم حبر على ورق وبين أن يستجيبوا للمطالب السعودية المدعومة أوربيا. هذا الكلام نسمعه من السعودية منذ بداية الأزمة السورية، وهي تتحمل مسؤولية توريط جماعة المعارضة برفع السقف والتصعيد بناءا على أوهام أن السعودية ستفعل شيئا، والأخيرة إن كانت تملك شيئا تفعله فهو المال الذي تضعه بين أيديهم، ليتنعم به قادتهم، بينما يقتل بواسطته شبابهم.
إذا كان من عاقل في هذه المعارضة، فعليه أن يجري جرد حساب مع خمس سنوات من الكلام السعودي المماثل، ونتائج هذا الكلام غير المزيد من التورط في العلاقة بالإرهاب، وتقديم التغطية السياسية لهذا الإرهاب وتصويره جزءا من المعارضة، بينما في الحقيقية سوريا تنقسم بين من يؤيد دولتها الوطنية وخيار الحل السياسي فيه، وبين من يدين الولاء للإرهاب ويعمل تحت إمرته، ولا مكان في سوريا لخيار ثالث إلا في أوهام بعض المعارضين وفي التصاريحات الفارغة لعادل الجبير.