من المقرر أن تتسلم مصر أول حاملة طائرات مروحية من طراز "ميسترال" الفرنسية؛ ويشارك وزير الدفاع المصري ونظيره الفرنسي مراسم التسليم في مدينة تولوز؛ الخميس 2يونيو/حزيران الجاري. في ضوء العقد المبرم بين البلدين في الخريف الماضي للحصول على حاملتي المروحيات، بعد موافقة روسيا على إتمام الصفقة.
الموافقة الروسية على تسليم "ميسترال" إلى مصر، كانت ضرورية بعد تراجع فرنسا عن تنفيذ التعاقد مع روسيا بسبب العقوبات المفروضة من جانب أوروبا على خلفية الأزمة الأوكرانية. إذ بدأت فرنسا في تصنيع الحاملتين بناء على طلب من روسيا وبلغت قيمة العقد 1.2 مليار يورو، تقوم بموجبه شركةDCNS الفرنسية ببناء حاملتي مروحيات للبحرية الروسية. ولكن نتيجة للعقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من جانب أوروبا على خلفية الأزمة الاوكرانية تراجعت فرنسا عن تنفيذ العقد وتسليم "ميسترال" الى روسيا في الموعد المحدد، وتم الاتفاق على ان تسليم الحاملتين الى دولة ثالثة مرهون بموافقة روسيا.
وما كانت مصر لتصل الى إتمام تنفيذ هذا التعاقد من دون علاقات متميزة مع روسيا التي تواصل دعمها لشعب مصر في مواجهة كافة التحديات، وتستعد لتزويد الحاملتين بالتسليح المتطور والتقنيات الأخرى اللازمة لضمان الفاعلية والكفاءة في العمليات، حيث سيتم دعم الحاملة بمروحيات من طراز "ك —52" الهجومية المتطورة، وهي متعددة المهام، إذ يمكنها تدمير الدبابات والمدرعات العسكرية والمروحيات المعادية في كافة الأحوال الجوية، كما توفر الدعم لقوات الإنزال.
وفي تخليد لذكرى الزعيم الراحل أطلقت مصر على حاملة المروحيات الأولى اسم "جمال عبد الناصر"، في رسالة مهمة للعالم حول استمرار دعم وتطوير القوات المسلحة المصرية في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات ومواجهات عسكرية وتوتر وعدم استقرار وانتشار للإرهاب والتطرف ومحاولات النيل من الدولة الوطنية والتقسيم على أساس طائفي وعرقي.
وتبلغ حمولة حاملة المروحيات 21 طنا وطولها الاقصى 210 أمتار، فيما تزيد سرعتها عن 18 عقدة، ومدى ابحارها عن 20 ألف ميل، فيما يتكون طاقمها من 160 فردا. وقادرة على حمل 450 فردا من قوات الإنزال، وتضم مجموعة المروحيات المرابطة على متن السفينة 16 مروحية، تتواجد 6 منها على مدرج الإقلاع في آن واحد، و4 زوارق خفيفة للإنزال، ويمكن لمستودعات الشحن في السفينة أن تتسع لما يزيد عن 40 دبابة أو 70 عربة.
وتنفذ حاملة المروحيات "جمال عبد الناصر" العديد من المهام، إذ يمكن استخدامها كسفينة قيادة، تستطيع نقل العتاد الحربي والافراد وانزالهم الى الساحل غير المجهز، وذلك باستخدام المروحيات وزوارق الانزال السريعة وقيادة الطائرات في الجو، وبفضل المركز المجهز على سطحها، يمكنها قيادة القوات على شتى المستويات.
ذكرى الزعيم الراحل تقف شامخة في صدارة الحديث عن العلاقات المصرية ـ الروسية، وعند التطرق إلى التعاون العسكري بين دولة عظمى في حجم روسيا ودولة إقليمية في حجم مصر، فإن القمم المتواصلة بين الرئيسين بوتين والسيسي، تساهم في دعم أواصر الثقة بين البلدين، وما الإعلان عن بناء محطة الضبعة النووية والتي تضم 4 مفاعلات لتوليد الطاقة للاستخدامات السلمية، واتمام صفقة حاملتي المروحيات، إلا تأكيد على تجاوز العلاقات للتعاون التقليدي، ويعكس استراتيجية كفيلة لمواجهة التحديات التي تهدد أمن واستقرار ومستقبل الشعبين الصديقين.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)