200 جندي من عناصر القوات الخاصة الأمريكية في شمال سوريا يرتدون شارات وحدات حماية الشعب الكردية"، التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية".كان ذلك المشهد الذي وقع على وثيقة تداعي العلاقات التركية الامريكية ما دفع اردوغان الى القول "بأنه لا فرق بين حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وداعش، جميعهم إرهابيون"
الدعم الامريكي للاكراد في سوريا وعلى الحدود التركية نابع من اعتقادهم في ان الاكراد شريك أساسي في الحرب على داعش الامر الذي اقض مضجع اردوغان ووسع افقه في احتمالية تسليح الاكراد لمواجهة التعتنت التركي مع حزب العمال الكردستاني واستغلال ذلك ذريعة لمطالبهم المشروعة والمدعومة ايضا من الادارة الامريكية كرد فعل لما قام به المكون الكردي في قتال داعش.
فهل ستتجاوز العلاقات التركية الأمريكية هذه المرحلة الحرجة وتتمكن أنقرة من إقناع الحليف الأمريكي بحيوية دورها ومحوريته، ؟ أم هل ستستمر الإدارة الأمريكية في مخطط إشغال تركيا بزرع خنجر في خاصرتها الجنوبية الشرقية وإلهائها بقضاياها الداخلية؟ هل ستسمح تركيا لكردستان أخرى في سوريا أم ستخرج عن استخدام قوتها الناعمة وتدخل معركة عسكرية قد يراها البعض مستحيلة ويراها الآخرون حتمية لا مفر منها؟
فى حوار مع الكاتب الصحفي التركي كمال بياتلى لـ "سبوتنيك " اجابات على هذه التساؤلات والى نص الحوار:
- ما هي اسباب توتر العلاقات التركية الامريكية ؟
هو قيام الولايات المتحدة الامريكية بدعم المليشيات الكردية (على حد وصفه) في شمال سوريا والتى تصنفها انقرة منظمة ارهابية تابعة لتنظيم العمال الكردستاني، وقد تحقق الدعم الامريكي بشكل واضح في مشاركة القوات الامريكية بتلك المناطق يحاربون الى جانب الوحدات الكردية رغم التصريحات الامريكية بانهم يدربون فقط ومن ثم فإن اميركا ضحت بحليفتها تركيا بدعمهم للاكراد.ضمن خطة مرسومة لاقامة دولة كردية هناك وذلك بالتنسيق مع اوروبا واسرائيل.
- على أى أساس برأيك تعتمد أمريكا في دعمها للاكراد؟
فى اعتقادي الهدف تقسيم سوريا او على اقامة دولة كردية ستتوحد في المستقبل مع الاقليم الكردي في شمال العراق وسيتم ذلك في كل الاحوال وستكون لها علاقات جيدة مع اسرائيل
— لكن سيدي العلاقات مع اسرائيل انتم تقيمونها ايضا بتصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو "اننا نسعى للتطبيع مع اسرائيل"
— نعم تصريحات وزير الخارجية صحيحة فتركيا الان تحتاج الى حليف لها في المنطقة لان هناك مصالح كبيرة لاسرائيل في اعادة علاقتها مع تركيا وهناك بعض الشروط التركية لاعادة العلاقات بين البلدين اهمها فك الحصار عن قطاع غزة.
- فيم تتمثل المخاوف التركية من دعم الاكراد ؟
المخاوف كلها تتمثل في قيام دولة كردية في شمال سوريا والعراق ستشكل خطرا كبيرا على الامن القومي التركي
- برأيك هل ستنجح انقرة في احتواء هذه الازمة مع حليفتها امريكا؟؟
لا اعتقد لأن امريكا تتعامل بازدواجية في المعايير وتكيل بميكيالين والجميع يعرف ذلك انما ستحاول تركيا تحجيم الازمة فلا تنس ان امريكا دولة عظمى وتركيا دولة متوسطة القوى الى مدى ستنجح هذا مانراه في المستقبل.
— هل تركيا ستعمد الى تغيير سياستها تجاه الاكراد ام ستلجأ الى حرب يراها البعض مستحيلة ويراها البعض الاخر حتمية من اجل الامن القومي التركي ؟؟
اولا هناك هدف كردي لن يتغيرسواء من جانب اكراد تركيا او سوريا او العراق وهو اقامة دولة كردية مستقلة وهناك مواجهة حادة في تركيا يقوم بها الجيش التركي خلال خطة احلال السلام والاتفاق الذي تم بين انقرة وحزب العمال الكردستاني والذي استمر زهاء ثلاث سنوات استغلها تنظيم العمال الكردستاني لتكديس مئات الاطنان من الاسلحة والمتفجرات داخل تركيا ونشر مسلحيه داخل تلك المنطقة والجيش التركي منذ اشهر طويلة يحاول تصفية هذه العناصر المسلحة من داخل البلدات وهذا يشير الى قوة حزب العامل الكردستاني والدعم الذي يتلقاه فكل هذ الاسلحة من اين تأتي ؟
- كان هناك طرح تركي لمشروع العمليات المشتركة في سوريا مع واشنطن. كيف تابعت هذا الطرح من حيث الاسباب والنتائج المتوقعة على المستويين السوري والتركي ؟
نعم صحيح هذه صيغة من صيغ مساعي انقرة لمحاولة تحجيم الخطر الكردي لانه في حال قيام دولة كردية في شمال سوريا ستكون تركيا فى معزل عن الشرق الاوسط تماما
برأيك هل مساعدة واشنطن للاكراد نابع من كونهم مكون اساسي في الحرب على داعش ام ورقة ضغط على تركيا ؟؟
المساعدات الامريكية هى للاكراد كورقة ضغط على تركيا بدليل وصول وحدات الحماية الكردية الى هذا المستوى من القوة، اما قضية داعش فهى ورقة رابحة للجميع وامريكا تتعلل بذلك في حين ان داعش مقره في الرقة النا نسمع ان داعش تهاجم مناطق قريبة من الحدود التركية وكذلك في الموصل اضف ايضا ان طيران التحالف الدوولي لا يصل لكل المناطق التى يتمركز بها داعش وبذلك تدفع امريكا ببقاء داعش في هذه المناطق ورقة ضغط رابحة على تركيا
لكن وما السر وراء تغير سياسات امريكا نحو تركيا في ذلك التوقيت ؟؟
هناك علاقة حميمة بين امريكا واسرائيل ومن مصلحة اسرائيل قيام دولة تكون قريبة منها وقد اثبتت واشنطن ان بمقدورها ان تضحي بحليفتها تركيا في سبيل قيام الدولة الكردية التى ستكون الداعم لها في هذه المنطقة فاسرائيل تعاني من ضغط الدول المحيطة بها وفي حال قياد الدولة الكردية القريبة جدا منها فإنه سيخفف من هذا الضغط.
أجرى الحوار: مصطفى العطار