في مستهل اوتستراد دمشق حمص شكل مشفى البيروني الحكومي بحرستا خندق دفاع أول عن دمشق العاصمة باتجاه عمق الغوطة الشرقية، هنا وفي هذا المشفى لا تمييز بين موالي ومعارض للدولة السورية، بل استقبل "البيروني" جميع الوافدين من المناطق الباردة والساخنة.
وعلى الرغم من الاستهداف المتكرر من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة للمشفى كونه يقع على أطراف الجبهات الساخنة، إلا أنه مازال صامدا كصمود مرضاه في وجه السرطان، ولم يتوقف عن العمل لاسيما أن أغلب المرضى لا يستطيعون العلاج على نفقتهم الخاصة خارج سوريا كونه باهظ الثمن.
مدير عام مشفى البيروني الجامعي الدكتور إيهاب يوسف النقري أوضح لـ"سبوتنيك" أنه رغم ما شهدته المنطقة من أحداث واستهداف دائم للمشفى من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة إلا أن العمل مستمر ولم يتوقف ويتم تقديم الخدمات التشخيصية والعلاجية والمتابعة للحالات الورمية، واستقبال جميع المرضى بشكل يومي بالإضافة إلى الخدمات التعليمية في تدريب الكوادر الطبية والتمريضية، علماً أن القذائف التي سقطت مؤخراً تسببت في استشهاد طبيب وكيميائي ومهندس، وجرح 60 موظفاً.
وأضاف النقري، أن الحكومة السورية تقدم ملايين الليرات لعلاج مرضى السرطان سواء للجلسات الجراحية والكيميائية والشعاعية ومرضى الدم، وتبلغ تكلفة عمليات الجلسات نحو مليونين ليرة، بينما يبلغ علاج مرضى الدم بين 4 و5 ملايين ليرة، وجميع الخدمات الطبية والعلاجات والأدوية تقدم مجاناً للمرضى.
وأشار النقري إلى أن نسبة تسرب الكوادر الطبية قليلة بما أن المشفى لم يخرج عن الخدمة ويبلغ عدد الكوادر العاملة في المشفى ألف عامل، وتؤمن الأدوية عن طريق الشركة السورية للأدوية "فارمكس" إضافة إلى قيام وزارة التعليم العالي بتأمين الأدوية عن طريق منظمة الصحة العالمية، علما أن الوزارة قامت بتركيب جهاز طبقي محوري مؤخراً، تم تأمينه من منظمة الصحة العالمية.
يشار إلى أن مشفى البيروني من المشافي التخصصية الوحيدة في سوريا الذي يقوم بمعالجة الأورام حيث يتسع لـ 600 مريضا، يتلقون الجرعات الكيميائية إضافة إلى فرع آخر في المزة.