يزداد المشهد السوري حدة يوماً عن يوم، في ظل تحولات جذرية في المواقف الإقليمية والدولية، التي اعتبرها المراقبون إيجابية إلى حد كبير نحو حل الأزمة السورية في وقت قريب مضى.
لكن وفي ظل هذه الظروف نرى أن التصعيد السياسي والميداني هو سيد الموقف حالياً وقد يجر الأوضاع الى أسوأ مما هي عليه، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية عادت الى إسطوانة التدخل العسكري البري ومناطق الحظر الجوي ليس فقط على لسان قادتها العسكريين، لا بل المفاجأة كانت أن عددا من موظفي الخارجية الأمريكية طالب بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد عسكرياً من خلال دعوته لاستخدام القوة العسكرية لحل الأزمة في سورية.
وهذا أمر جدا مستهجن ومثير من قبل هيئة دبلوماسية تعي تماماً مغبة هذه التصرفات غير المشروعة أصلاً من قبلها، وهذا ما ندد به الجانب الروسي على لسان المتحدث العسكري باسم القوات الروسية العاملة في سورية إيغور كوناشينكوف، عدا عن ذلك يعود وزير الخارجية السعودي الجبير هو الآخر ليطالب واشنطن بإسقاط الرئيس الأسد عسكرياً وطالب بدعم المعارضة السورية بالصواريخ المضادة للطائرات. أضف إلى ذلك حملة إعلامية شعواء ضد "حزب الله"، والوشاية بأن عناصره تعرضوا لقصف من الطيران السوري والزعم بأنه ووقعت اشتباكات بينهم وبين جنود الجيش السوري إثر خلافات احتدمت في الفترة الأخيرة.