وأوضح محمد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، أن رئيس حزب الوطن التركي، قال في خضم إعلانه عن محاولة أردوغان تمهيد الأرض لصداقة جديدة مع سوريا، إن قيادات حزبه يلتقون مع مسؤولين روس وسوريين دون ملاحقة من النظام التركي، وهو ما اعتبره دلالة على أن الرئيس التركي ترك بعض الأبواب مفتوحة، ليدخل منها متى شاء.
وأضاف "من الممكن لتركيا بالفعل أن تستعيد صداقتها السابقة مع النظام السوري، على الرغم من وجود خلافات جوهرية بشأن اتهامات موجهة لها بدعم الإرهاب وفتح حدودها لمقاتلي تنظيم داعش وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والشاهد هنا سيكون هو المصلحة التركية، لأن أردوغان لن يتخلى عن طموحاته في سوريا بسهولة".
وتابع "رغم أنني أستبعد حدوث مثل هذا الاتفاق، أو إعادة العلاقات لسابق عهدها، على الأقل في وقت قريب، إلا أنه في حالة حدوث اتفاق من أي نوع بين النظامين السوري والتركي، فإن الموقف المعلق هنا سيكون موقف الأكراد، خاصة أن تركيا تعادي كل ما هو كردي، وما زالت قواتها تشن غاراتها العسكرية في المناطق الخاضعة للنفوذ التركي".
وأكد الباحث عبد الفتاح محمد أن الأكراد بدورهم سيكون لهم رد فعل قوي في حالة وجود أي اتفاق بين تركيا وسوريا، خاصة في ظل وجود "قوات سوريا الديمقراطية" الكردية، التي تحولت بالفعل إلى ما يشبه الجيش النظامي داخل الأراضي السورية، وتتقدم قواتها كل يوم لتستعيد مزيدا من الأراضي السورية من الإرهابيين.
ولفت الباحث المتخصص في الشأن التركي، إلى أنه على الرغم من الخلاف بين روسيا وتركيا بشأن سوريا، إلا أن الأزمة الحقيقية بين الدولتين حدثت على خلفية إسقاط الأتراك لمقاتلة روسية على الحدود السورية، وهو ما يمكن أن يعرقل نوايا أردوغان، فروسيا أصبحت طرفاً قوياً في معادلة الحرب والسلام أيضا في سوريا، وبالتالي فإن أي اتفاق لن يمر إلا من تحت العباءة الروسية.