وكان كاتس قد صرح خلال اجتماع لمناقشة تفاصيل المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 5 مليار دولار، "إن فكرة بناء الجزيرة الاصطناعية كانت تحوم منذ سنين، إلا أنه خلال الأشهر القليلة الماضية شرع العمل الجدي على هذه المسألة، وما زال المشروع حالياً قيد التشاور مع المسؤولين، لتحديد كيفية انخراط إسرائيل فيه".
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف عقب على هذا المشروع قائلاً:
"كما هو معروف، الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بما فيها حكومة نتنياهو وليبرمان الحالية تراهن على بقاء وتكريس الانقسام الفلسطيني في سبيل الاستفادة منه من أجل تثبيت وقائع على الأرض".
وأوضح أبو يوسف في حديث لـ"سبوتنيك"، أن إسرائيل تتحدث عن بناء الجزيرة والتخفيف عن سكان القطاع في ظل معرفتها أن المصالحة الفلسطينية باتت قريبة، فتحاول أن تبقي الوضع على ما هو عليه، من خلال تقديم امتيازات لحركة "حماس" في قطاع غزة لضمان بقاء الانقسام والاستفادة منه.
ونوّه إلى أن، "حكومة نتنياهو قالت أنه في ظل إنجاح مشروع تهدئة لمدة عشر سنوات بين إسرائيل وقطاع غزة وضمان الأمن الإسرائيلي، فهناك استعداد لتنفيذ هذا المشروع"، مبيناً أن إسرائيل تهدف إلى تكريس واقع الانقسام الفلسطيني دون المضي في تنفيذ ما له علاقة بالأفق السياسي وحقوق الشعب الفلسطيني وحريته وجلاء الاحتلال عن حدود عام 67".
وأضاف، "الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية كما في قطاع غزة يحتاج إلى فتح أفق سياسي جدي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وليس تجميد وجه الاحتلال، من أجل رفع الحصار والتخفيف عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الجرائم المرتكبة ضده".
من جانبه قال المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري، أن "مشروع إنشاء الجزيرة الاصطناعية ليس بجديد، وجرت العادة أن يتم الحديث عنه في الإعلام الإسرائيلي، وقد تم نفيه وتأكيده أكثر من مرة".
وأوضح أبو زهري لـ"سبوتنيك" أنه لا وجود لتعقيب من قبل حركته طالما لم يكن هناك قرار رسمي من قِبل الجانب الإسرائيلي بهذا المشروع.
بدوره أكد عضو المكتب السياسي في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" رباح مهنا، أن إسرائيل تحاول أن تتلاعب في موضوع إنشاء جزيرة لسكان القطاع كما في غيره من المواضيع، مضيفاً "هذا المشروع مجرد كلام في الهواء".
وأشار مهنا في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى أن المشروع في حال تم فإنه يحتاج إلى العديد من السنوات، وقطاع غزة المحاصر يلزمه حل سريع لرفع الحصار والتخفيف عنه.
وشدد على ضرورة "فتح الطريق بين قطاع غزة والضفة والتواصل وخلق متنفس لسكان القطاع، حتى يستطيعوا أن يمارسوا حقهم في التنقل، إضافةً إلى فتح معبر رفح مع الجانب المصري".
ويتضمن مشروع الجزيرة الاصطناعية، بناء جسر بطول خمسة كم من قطاع غزة عبر المياه الإقليمية الإسرائيلية باتجاه الجزيرة الاصطناعية، ووفقاً للمصادر الإسرائيلية فإن إسرائيل لن تمول المشروع بل ستقوم فقط بالسماح للجهات الدولية بالدخول للمياه الإقليمية الإسرائيلية للبناء.