وأكد عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، في تصريح لـ"سبوتنيك"، الخميس، أن الفلوجة بالكامل أصبحت بيد القوات العراقية، وما تبقى لتنظيم "داعش" سوى بعض الجيوب بحي الجولان في مركز المدينة.
وأضاف عبد الغني أن الأجهزة الأمنية تعالج الجيوب التي يختبئ فيها عناصر تنظيم "داعش" في الجولان، متوقعا تطهيرها من الدواعش بالكامل قريبا.
وأفادت مصادر أمنية ومحلية عراقية، لمراسلتنا في العراق، بأن القوات العراقية حررت الأحياء الشمالية من الفلوجة (نحو 60 كيلومتراً) شمال غرب العاصمة، خلال اليومين الماضيين.
وحسب المصادر، فإن القطاعات العسكرية العراقية في تقدم لتحرير حي الجولان، في مركز المدينة التي فخخها تنظيم "داعش" بالكامل وجعل منها قنبلة موقوتة بالمفخخات وعناصر القناصين.
وذكر أحد المصادر أن تنظيم "داعش" نقل مركز قيادته إلى منطقة الأزركية، شمال غرب الفلوجة، وهي ثاني آخر معقل له في المدينة، بعد حي الجولان.
وتمركزت قيادات تنظيم "داعش" في منطقة الأزركية، عاجزين عن الهرب بسبب الحصار الذي فرضته القوات العراقية على كافة محاور الفلوجة.
ويتحصن عناصر وقادة "داعش"، في بساتين كثيفة الأشجار بمنطقة الأزركية، وكذلك تحت الأنفاق الكثيرة، بعيداً عن أنظار الطيران العراقي والدولي. وفي منطقة الأزركية، كما أكد المصدر المحلي، يوجد مستشفى خصصها تنظيم "داعش" لعلاج الجرحى من قادته وعناصره.
واستخدم تنظيم "داعش"، أنفاقا سرية بين المنازل والشوارع تحت الأرض للتنقل والهرب من المناطق التي تحررها القوات العراقية منذ انطلاق المعركة في 23 من أيار/مايو الماضي.
واعتمد تنظيم "داعش" على المفخخات والانتحاريين، في صد تقدم القوات العراقية مع حشد الأنبار، والحشد الشعبي في محيط الفلوجة وداخلها، لكن خططه انتهت بالفشل والخسائر المتفاقمة لعناصره.
وخصنا أحد المصادر الأمنية بتسجيل فيديو للحظة تدمير سيارة مفخخة لتنظيم "داعش" قرب عامرية الفلوجة، جنوبي المدينة التي فقد التنظيم الإرهابي سيطرته عليها بالكامل.
ويصور الفيديو لحظة اشتباك القوات العراقية، قبل وقت قصير من الشهر الجاري، مع عناصر تنظيم "داعش" الذين رافقوا المفخخة في هجوم انتهى بهزيمتهم بعد أن دمرت القوات المفخخة.
وفي سياق متصل، أرسل الجنوب العراقي، الأسبوع الجاري، باقة فرح مع نسيم علم البلاد، إلى انتصارات القوات الأمنية على تنظيم "داعش" في الفلوجة.
وجرى الاحتفال الذي نظمته مجموعة من الشباب الناشطين في محافظة ميسان، جنوب البلاد، بعد الإفطار الخاص بشهر رمضان، حتى وقت متأخر من الليل بمشاركة أكثر من 100 سيارة مدنية مع الدراجات النارية، مزينة بالعلم العراقي المرفرف على وقع الأهازيج والأغاني الوطنية.
وقال الناشط المدني، حمزة قاسم، لمراسلتنا، إن تجمع المحتفين تم في شارع الكورنيش، بعد الإفطار مباشرة وانطلقنا باتجاه شوارع مركز المحافظة، مبتهجين بتحرير الفلوجة، وشاكرين القوات الأمنية بهذا النصر، الذي وصفه بالعراقي العريق.
وأبدى قاسم أمانيه بالإسراع بتحرير باقي أراضي العراق من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، في إشارة منه إلى الموصل ثاني أكبر مدن البلاد سكاناً بعد بغداد في شمال البلاد والتي وقعت بيد التنظيم منذ التاسع من حزيران/يونيو 2014.
واستطاعت القوات العراقية إنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين الذين كانوا محتجزين بيد تنظيم "داعش" كدروع بشرية في داخل الفلوجة التي شهدت مجازر مروعة ومجاعة مميتة تسببت بانتحار عشرات المدنيين مع أطفالهم في نهر الفرات خلال العام الماضي ومطلع الجاري.