وتقول أستاذة العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، الدكتورة نورهان الشيخ:
إن تداعيات دخول المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي كثيرة، منها تداعيات داخلية، أوروبية، دولية، سياسية واستراتيجية، بالإضافة إلي التداعيات الاقتصادية، وهي التي قد بانت كرد فعل أولي، حيث قد تأثرت أسواق المال بالأمس في أوروبا والولايات المتحدة حدث بها بعض الهزات.
وأضافت الشيخ في حديث لوكالة "سبوتنيك"، السبت، أن بجانب ذلك هناك ردود أفعال سياسية تنذر بتغيرات عميقة في المستقبل، فعلى سبيل المثال، رئيسة وزراء إسكتلاندا تحدثت أنها قد تدعو لاستفتاء حيث أنها تريد البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، كما أن رد الفعل الفرنسي والألماني يوضح عدة نقاط أهمها الاتحاد الأوروبي مهدد بالتفكك خصوصًا وأن هناك بعض دول الاتحاد غير راضية عن سياسات وأوضاع الاتحاد، فهناك بعض الدول وبعض التيارات اليمينة تمثل عامل ضغط ويدعو إلي الاحتذاء بنموذج الاستفتاء الإنجليزي.
وأوضحت أستاذة العلاقات الدولية أنه إذا أضفنا لكل هذا الأزمات الاقتصادية والمشكلات الأمنية الضاغطة، ومسألة الهجرة، يتضح أن هناك تخوفات من أن يتفكك هذا الكيان، وحتى لو لم يتفكك فخروج دولة بحجم بريطانيا من الاتحاد يضعفه بكل تأكيد، فهناك تحدي حقيقي يواجه هذا الكيان.
وعن تصريحات كاميرون حول مصلحة روسيا في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لفت الشيخ إلي أن:
دائمًا التوجه الأطلنطي والأمريكي يستخدموا روسيا كفزاعة من أجل تمرير أو تبرير قرارتهم، موضحةً أن هناك بعض من دول الاتحاد الأوروبي قد تضررت من العقوبات المقررة ضد روسيا لذلك فمن مصلحة الأوروبيين أنفسهم إعادة النظر في السياسات الأوروبية تجاه روسيا.
كما لفتت إلي أن بريطانيا ستظل مقيدة بالقواعد الأوروبية حتى توقيع اتفاق بينها وبين الاتحاد الأوروبي يقر الانسحاب، الأمر الذي قد يستمر لمدة عامين أو ثلاثة أعوام، كما قد يدفع هذا الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بعض الدول العربية، مثل مصر، إلي الشرق والقوى الشرقية، التي هي أكثر استقرارًا مثل روسيا أو الصين أو الهند، لذلك وجب دعم علاقتنا بعض تلك الدول، حيث أنه من الواضح أن الغرب يمر بحالة من عدم الاستقرار.