ويطلق مصطلح "موظفو غزة" على من تم تعيينهم من قبل حركة "حماس" بعد أحداث الانقسام الفلسطيني الدامية عام 2007، وسيطرة حركة "حماس" على غزة، حيث لم تعترف السلطة الفلسطينية في رام الله بهؤلاء الموظفين ولم تصرف لهم أجوراً.
وتقوم حركة "حماس" بالعمل على توفير جزء من رواتب هؤلاء الموظفين الذين يبلغ عددهم نحو 42 ألف موظف مدني وعسكري، من خلال فرضها مزيدا من الضرائب على سكان قطاع غزة، وتقوم بصرف جزء ضئيل من رواتب الموظفين بين فترات متباعدة، مما أنتج أزمة إنسانية واقتصادية كبيرة لدى هذه الفئة.
يوسف عبد الرحمن، أحد موظفي غزة، أكد أنه لا يستطيع توفير الاحتياجات الأساسية للحياة الكريمة سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد عائلته، بسبب الأوضاع المادية الصعبة التي يعانيها.
وأوضح عبد الرحمن في حديث لـ"سبوتنيك"، أنه اضطر لسحب قرض من البنك لكي يعيل عائلته المكونة من خمسة أفراد، لكنه أصبح غير قادر على تسديد هذا القرض والديون الكثيرة التي يطالب أصحابها بها.
وتساءل "عندما نتقاضى 45% من الراتب الأساسي على شكل سلفة بشكل غير دائم، فكيف سنستطيع أن نسدد كل هذه الديون وأن نوفر أقل متطلبات الحياة؟"، مشيراً إلى أنه لم يشعر وعائلته بدخول شهر رمضان لأنه لم يكن قادراً على شراء أي شيء للاستعداد للشهر.
وأضاف "لا اعتقد أننا سنشعر ببهجة عيد الفطر حين قدومه كباقي الناس، فكيف سأنظر في عيون أطفالي وأنا لا أستطيع شراء ملابس جديدة لهم أو إعطائهم العيدية التي ينتظرونها شهوراً طويلة، كذلك فلن أستطيع زيارة أحد بهذا الحال".
ويعد ملف موظفي غزة من أبرز المعضلات التي تقف في وجه إنهاء الانقسام الفلسطيني بين حركتي "فتح" و "حماس" والعودة للمصالحة الوطنية، حيث لم يتم التوصل لحل مشكلة هؤلاء الموظفين في كافة جولات الحوار التي تمت بين الطرفين.
من جانبه قال أبو أحمد مطر موظف آخر في حكومة غزة، "أقوم بالذهاب إلى عملي مشياً على الأقدام وأصبحنا نأكل من الطعام ذاته على مدار الأسبوع، كذلك فإن معظم العناصر الأساسية سواء للغداء أو المنزل تكون مفقودة لفترات طويلة، ولا يمكننا تلبية أبسط الاحتياجات".
ولفت مطير في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن "كرامة الموظف وخاصة العسكري أصبحت ذليلة، وذلك لأنه اضطر أن يتكبد ديونا وقروضا كثيرة لكي يعيل عائلته في ظل عدم قدرته على السداد".
وأضاف "لم أتمكن من إحضار أي من متطلبات رمضان بسبب سوء الأوضاع المادية، وها نحن نقترب من استقبال العيد ولا أملك أي مال لكي أقوم بزيارة أهلي أو شراء ملابس جديدة لعائلتي، ويبدو أنني سأجلس في المنزل وأبقى نائماً طول فترة العيد بسبب سوء الأوضاع المادية".