وقام مسؤولو "الأونروا" بتغطية لوحة لخريطة فلسطين بقماش أبيض في مدرسة الزيتون جنوب مدينة غزة، الثلاثاء، تزامناً مع تواجد كي مون في المدرسة، حيث عقد فيها مؤتمراً صحفياً.
من جهتهم أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين وسم (#ليش_غطوها) و (#خريطة_ فلسطين) للتعبير عن غضبهم إزاء إخفاء اللوحة، ولمطالبة الوكالة بتقديم اعتذار فوري للشعب الفلسطيني.
وقال الشاب محمد صبّاح لـ"سبوتنيك"، "لم استغرب من قيام "الأونروا" بتغطية لوحة خريطة فلسطين، فهي تسعى دوماً وأبداً لتحويل الشعب إلى مجموعة من المتسولين، وإخفاء قيمة ورمز القضية الفلسطينية".
وتساءل صبّاح، "ما القيمة العائدة على "الأونروا" أو بان كي مون من تغطية خريطة فلسطين؟ سوى العمل المقصود على طمس هوية فلسطين، وسلب حق الفلسطيني حتى في داخل أرضه".
من جانبه أكد الشاب إبراهيم غنيم أن "حادثة تغطية لوحة خريطة فلسطين ليست الأولى التي سعت من خلالها وكالة الغوث إلى طمس الهوية الفلسطينية، فهي قد منعت في السابق رفع علم فلسطين في فعاليات خاصة بالأطفال".
وشدد غنيم في حديث لـ"سبوتنيك"، على ضرورة وجود وقفة حاسمة من قبل الفصائل الفلسطينية والجهات الرسمية، لمنع هذا الطمس المتعمد للقضية والهوية الفلسطينية ووضع حد لهذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
في السياق ذاته، أعربت الناشطة فاتن نصر الدين عن أسفها الكبير لما قامت به الوكالة في مدرسة الزيتون، مضيفةً "ماذا ستحقق منظومة تعمل في مكان وتخفي تاريخه وتاريخ شعبه؟ إلا مزيداً من الويلات وطمس الحقوق لهذا الشعب".
وتابعت نصر الله، "عندما تساءل أحد الصحفيين المتواجدين في مؤتمر كي مون عن تغطية الخريطة، قال له موظفو الأونروا إن الخريطة تسبب لهم المشاكل، فأي مشاكل تلك التي تسببها خريطة وطن محتل يعاني من الأزمات والويلات؟".
بدورها أدانت اللجان الشعبية للاجئين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية بشدة ما أسمته "العمل المشبوه الذي نفذته جهة من الطابور الخامس في وكالة الغوث"، من خلال تغطية وإخفاء خريطة فلسطين التاريخية أثناء زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لمدرسة تتبع مؤسسات الوكالة.
وقالت اللجان في بيان صحفي وصل "سبوتنيك" نسخة عنه، إنه "في مرات سابقة كان لعدد من الأمناء العامين للأمم المتحدة زيارات، وكانت الخريطة موجودة ولم يسجل أي أحد منهم اعتراض، لأن وجود الخريطة لا يتعارض سياسياً مع حق عودة اللاجئين لأنها تضم بلدات وقرى أقرت الشرعية الدولية حق العودة إليها".
وطالبت اللجان وكالة الغوث بتقديم اعتذار فوري للشعب الفلسطيني عن هذا العمل الذي وصفته بـ"الجريمة".
وكان بان كي مون وصل قطاع غزة، الثلاثاء، في زيارة أخيرة قبل انتهاء عمله كأمين عام للأمم المتحدة، قام خلالها بعقد مؤتمر بإحدى مدارس "الأونروا" وتفقد بعض الأماكن.