تتجه الأزمة في سوريا في ظل الظروف الحالة نحو التعقيد أكثر مما كانت عليه قبل أي مرحلة أخرى، في ظل التغيرات والتبدلات الحاصلة حالياً على الساحة السياسية، وعلى الساحة الميدانية، وبالرغم من كل هذا الاحتدام وهذه التشابكات المعقدة، نرى أن المتغيرات الدولية والإقليمية، تدل على توجه جدي نحو السير باتجاه الحل السياسي في سوريا، لأنه المخرج الآمن الوحيد بما يرضي جميع الأطراف ويحل الأزمة في سوريا لجهة وقف أعمال العنف والقتال.
ومن هنا وعلى سبيل المثال لا الحصر، نرى أن توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للإعتذار من الدولة الروسية على مقتل الطيار الروسي الذي أسقطته القوات التركية فوق الأراضي السورية، يأتي ضمن إطار التوجه التركي نحو التفاهم على الملف السوري، كون روسيا الحليف الأول لسوريا في مواجهة الإرهاب الذي دعمته وتدعمه حكومة أردوغان منذ بداية الأزمة، وكان السبب الأساس في تدهور العلاقات الروسية التركية، وكذلك تصريح رئيس الوزراء التركي حول سعي حكومته من أجل إصلاح العلاقات مع دول الجوار ولم يأت على ذكر سورية بشكل واضح وصريح، وكذلك نرى أن التصريحات الفرنسية حول وجوب السعي الجدي لحل الأزمة السورية بما يحمي المؤسسات الحكومية، ومايقابلها من التصريحات الروسية بهذا الشأن، ودعم مشاركة جميع الطوائف والإثنيات في السورية في عملية الحوار والحل السياسي، تدل على موقف دول ولو أنه لم يصل إلى حد التوافق العلني لحل الأزمة في سورية، نرى أن المجتمع الدولي يسعى مرغماً لحل هذا الملف الصعب، مع بدء التوترات في دول الغرب إثر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفي ظل تمدد خطير جداً لتنظيم "داعش" الإرهابي، على الرغم من محاولات الولايات المتحدة وضع العصي بين الدواليب كما يقال.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم