وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي، خلال مراسم تخرج دفعة جديدة من منتسبي كلية الأمن القومي، أن إسرائيل تخترق المنطقة، قائلا إن "دولا إقليمية تفهم على خلفية صعود الإسلام المتطرف أن إسرائيل ليست عدوتها بل حليفتها وركيزة رئيسية لها في وجه التهديد المشترك الذي يهددنا جميعا".
وتابع، "أعتقد أن لهذا الأمر فائدة أخرى، وقلنا دائما إنه بعد أن نحل الصراع مع الفلسطينيين ونقيم علاقات سلمية معهم، سنستطيع التوصل إلى علاقات سلمية مع العالم العربي بأسره، ولا شك أن هذا الأمر يسري دائما، ولكن أعتقد أكثر وأكثر أن تلك العملية تستطيع أن تتحرك في الاتجاه المعاكس، حيث التطبيع أو دفع العلاقات مع العالم العربي يمكن أن يساعدنا في دفع السلام الأكثر وعيا واستقرارا ودعما بيننا وبين الفلسطينيين"
نظام إقليمي جديد
واعتبر رئيس منتدى الشرق الأوسط، عضو البرلمان المصري، سمير غطاس، في حديث لـ "سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن تصريحات نتنياهو تأتي في إطار جهود تبذل من أجل بناء نظام إقليمي جديد، مشيراً إلى أن إسرائيل هي جزء من النظام الجديد الذي يُدرس وتتناقل أخباره في مراكز دراسات أمريكية، وهناك حديث متواتر بشدة في أغلب مراكز الدراسات الأساسية في الولايات المتحدة حول ضرورة إيجاد نظام إقليمي جديد بعد الانسحاب الجزئي للولايات المتحدة من الشرق الأوسط وانتقال مركز الثقل إلى منطقة جنوب شرق آسيا.
تغيير في مفهوم الأمن القومي العربي
ولفت غطاس إلى أن هناك تغيير في مفاهيم الأمن القومي العربي التقليدية، ولم تعد إسرائيل تتصدر معسكر الأعداء في المفاهيم الجديدة للأمن القومي العربي، وأصبح هناك أعداء آخرون، وهذا ما يفسر تحسين العلاقات معها ومحاولة إدماجها في هذا الإطار الإقليمي، مشيراً إلى أنه يجري العمل على أن تكون هناك قضايا مشتركة بين السعودية وإسرائيل وإدخالها في اتفاق كامب ديفيد، إلى جانب المنظور المشترك بين تل أبيب والرياض تجاه إيران.
وأضاف أن الصراع المذهبي يحل محل الصراع العربي الإسرائيلي، معتبرا ذلك "أمراً بالغ الخطورة"، محذرا من قفز نتنياهو على عملية السلام الحقيقية، لأن هدفه الأساسي هو إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية، خاصة دول الخليج، بينما هو غير مستعد لدفع ثمن هذه العلاقة، في ما يعرف بـ "الحل السياسي" أو "التسوية السياسية" للقضية الفلسطينية على أساس المرجعيات الدولية لإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس.
وذكر أن نتنياهو يريد دولة فلسطينية منزوعة السلاح، كما حدد أماكن تمركز القوات الإسرائيلية على الشريط الحدودي مع الأردن وعلى المرتفعات، ويتمسك ببقاء المستوطنات، كما أنه طالب بالتنازل عن بندين مهمين في المبادرة العربية وهما بند يتعلق بحق العودة والآخر يتعلق بالجولان، مشيراً إلى أن نتنياهو قال عن المبادرة العربية "تصلح كأحد أسس التسوية لكن مضى عليها وقت طويل ويجب تغييرها".
هرولة عربية
ويرى رئيس منتدى الشرق الأوسط، عضو البرلمان المصري، أن الدول العربية تسعى إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل، باعتباره الهدف الأساسي، على الرغم من عدم وجود أي مؤشر يؤكد أن إسرائيل تجنح إلى السلام، خصوصا مع مواصلة ممارستها في الأراضي المحتلة واستمرار بناء المستوطنات.
وأوضح أن نتنياهو نسف التسوية عندما تحدث عن أن "القدس" خارج أي اتفاق أو مفاوضات، كما تحدث عن المستوطنات وبقائها، وعن المفاوضات المباشرة وليست المفاوضات الإقليمية أو مؤتمر دولي، وأن الجولان جزء من إسرائيل، كما عقد اجتماعا لمجلس الوزراء الإسرائيلي في هضبة الجولان المحتلة.
وأكد غطاس أن كل هذه الحقائق الموضوعية تكشف بجلاء أن نتنياهو يسعى إلى أن يكون جزءاً من "النظام الأمني الإقليمي الجديد" دون أن يكون مستعدا لدفع الثمن الذي يتوجب عليه وهو الإقرار بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن السعودية تقود الخليج في اتجاه إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل، مشيراً إلى تصريحات وزير الخارجية السعودي في 3 يونيو/حزيران الماضي، عند انعقاد مؤتمر السلام في باريس، والتي قال فيها "حان الوقت لإعادة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بعد المرونة التي أبدتها إسرائيل"، متسائلا عن ماهية تلك المرونة التي قدمتها إسرائيل من وجهة نظر الوزير السعودي.
ووصف ما يجري بـ "هرولة" الدول العربية نحو التطبيع مع إسرائيل لإقامة نظام أمني جديد في المنطقة برعاية أمريكية ويضم إسرائيل ودول الخليج.
تقرير — أشرف كمال