يبدو من التطورات الحالية للمشهد السوري بشقيه السياسي والميداني، أن الملف السوري على الرغم من درجة سخونته وخطورته على الأمن والسلام في الإقليم وعلى المستوى الدولي، يتجه نحو الجولة الأخيرة من الكباش القائم حالياً بين الولايات المتحدة وروسيا، والتي تختلف تصريحاتهما قبل وبعد كل اتفاق أو لقاء، ما يعطي انطباعا أن الوضع أسوأ مما هو عليه ويسير نحو السيناريو الأسوأ. لكن في حال قرأنا بتمعن حديث الرئيس السوري بشار الأسد إلى محطة "إن بي سي" الأمريكية كان واضحاً جداً في أجوبته، وليس حذراً كما وصف البعض، تحدث بكل قوة وثقة عن موقفه وموقف بلاده من كل ما يجري على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية، ووجه مرة أخرى أصابع الاتهام إلى كل من كان ومازال له علاقة مباشرة أو غير مباشرة في تسعير الأزمة السورية، ونفى كل التكهنات التي يتم الحديث عنها حول أن مصيره كرئيس دولة، ومصير دولته بات مرهوناً بقرار هذه الدولة أو تلك، وعلى رأس هذه الدول الحليف الروسي، وإنما القرار للشعب السوري فقط. قال الأسد الحليف الروسي يعتمد في تقديم الدعم على المبادىء والقيم والحفاظ على أمنه القومي والسلم والاستقرار في العالم ومكافحة الإرهاب، على عكس سلوك الإدارة الأمريكية التي أرادت ومازالت تسعى لإسقاط الحكومة السورية والدولة السورية ككل، إذاً القيادة السورية ذاهبة إلى ما لا نهاية في حربها على الإرهاب وهذا كان واضحاً في حديث الرئيس الأسد، وكان واضحاً على ما يرتكز في كلامه ولا يستدعي الأمر هنا التفصيل والبحث في الخبايا.
بالعودة إلى الرؤية العامة للحالة السورية، لا يمكن لأي كان أن يتكهن أصلا ملامح المرحلة القادمة، ومن يخطط لها وكيف سيتم تطبيقها، ولكن وبالمقابل يمكن التسليم بأمر وهو المحور والأساس في القضية السورية، إنه على الرغم من كل ما تعرضت له سوريا كدولة مازالت قائمة بكل مقوماتها، رغم الحصار القائم والقتل والتدمير الذي لو اجتاح أي دولة من الدول الراعية سواء أكان للإرهاب، أو التي توجهه وتدعمه لكانت خرجت من عداد دول القرار أو الخارطة الجغرافية والسياسية والأمثلة هنا كثيرة ويطال تعدادها.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم