وشهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة جداً بين القوات الحكومية السورية وعناصر تنظيم "داعش" بعد الهجوم الأخير على محور الريف الشرقي لمدينة السلمية على امتداده الكامل في محاولات عديدة لفتح جبهات تعنى بمحاور قتال تخفف الضغط على جبهاتهم الأخرى بعد طردهم من معقلهم في محيط تدمر والسخنة لينتقلوا إلى مركزهم الواقع في قرية عقيربات والتي تحد ريف السلمية شرقاً باتصالها مع البادية السورية.
وقالت مصادر ميدانية خاصة من السلمية لـ"سبوتنيك"، إن الجيش السوري وقواته الرديفة تمكنت من استعادة زمام المبادرة ودحرت عناصر تنظيم "داعش" من محيط قرى سلمية الشرقي في كل من قرى تل التوت، والمفكر، وعقارب، وبري الشرقي، والغربي، والعوينة وتثبيت نقاط عالية الأهمية من حيث تحكمها وإطلالها على عشرات الكيلومترات وتأمين محيط القرى المحيطة كتل ومرتفعات رامي 1 و2, وسليم 1 و2، ونقاطهم الحاكمة بامتداداتهم العميقة نحو عمق البادية بالقرب من قرى المفكر وبري.
وتحدث المصدر، أنه بدأ الاستنفار الفعلي للقوات الحكومية منتصف الشهر الحالي، بعد وصول أخبار مؤكدة عن تحشيد "داعش" لقواته للهجوم على العناصر المرابطة في قرى مفكر- تل التوت — وادي العزيب — اثريا — بري الشرقي والغربي، والصبورة، وعقارب، وصولا للنقطة الخامسة.
غير أن المصادر أكدت فشل سياسة الانتحاريين الذين يرسلهم التنظيم من الريف الشرقي العميق المتصل بالبادية، إذ تم تفجير 4 سيارات انتحارية قبل دخولها للقرى على الطريق الواصل من المفكر — عقارب نحو نقطة خط البترول الاستراتيجية والمداجن المحيطة، والتي يحاول عناصر التنظيم تأمينها لكسر الحصار عليهم وإمكانية إدخال أسلحة وعتاد لوجستي لهم بالأخص بعد تضييق الخناق عليهم من جهة ريف حمص الشرقي بكل من مدينة تدمر والسخنة، ومن الشمال من جهة حلب وغرب السلمية من خاصرة الرقة.
ويعد مثلث ريف الرقة الغربي مع شرقي سلمية المتصل بالحدود الإدارية للطبقة، المثلث الأسخن بسير المعارك في الأراضي السورية والذي يمر من خلاله الطريق البري الوحيد والاستراتيجي الواصل بمدينة حلب غير سلمية — اثريا — سفيرة — خناصر، وخاصة أن المعارك الأخيرة لها أهمية استراتيجية في الوصول إلى معقل تنظيم "داعش "الإرهابي بمدينة الطبقة، غير أن إرهابيي "داعش" يحاولون استيلائهم على خط البترول لفك حصارهم وفتح منفذ جديد لهم بعد دخولهم بقفص البادية من جميع المحاور.