بينما كانت لا تزال الأجوبة غير واضحة لدى علماء الأنثروبولوجيا والبيولوجيا، كانت جميع الأدلة تشير إلى أن البشر أدركوا وجود علاقة بين المعاشرة والإنجاب. وعلى الرغم من انعدام الأدلة الحسّية، فإن واحدة من إحدى لوحات الموقع الأثري "كاتالهويوك" في تركيا، يظهر فيها اثنان يعانقان بعضهما البعض
على جانب واحد، وأم وطفلها على الأخرى. نتيجة لذلك، يمكن استخلاص أكثر فأكثر أنه على مرّ العصور، تم التوصّل إلى علاقة بين ممارسة الجماع والإنجاب.
وبالحديث عن كيفية اكتشاف البشر أن ممارسة العلاقة الحميمة، ما أسمته العالمة البيولوجية هولي دانسوورث بـ "الإنجاب بوعي"، فإنه على الأرجح تم من خلال مراقبة دورات تكاثر الحيوانات، واستخلاص أن المرأة التي لم تعاشر أحدا لن ينتهي الأمر بها حاملا.
وقد توصل برونيسلاف مالينوفسكي، عالم اجتماع بريطاني اشتهر بدراسته لثقافة شعب جزر تروبرياند، في عام 1927، إلى عدم وجود أي دور للوالد في إنجاب طفل، ليدحض بعدها علماء الأنثروبولوجيا الذين أجروا نفس الدراسة نظريته، وتوصّلوا لاستنتاج أن علاقة الرجل بالمرأة الفطرية ضرورة لإنجاب الجنين على الرغم من تفسيرات جزر تروبرياند التقليدية الغريبة بعض الشيء، إلا أنها اعترفت بوجود علاقة بين الجنس والإنجاب. وتقول الباحثة سينثيا ايلر، أنه بغض النظر عن ثقافة تروبرياند التي تعتقد بدخول روح الطفل من الجزء الأعلى للرأس، أو في البويضة المخصّبة بحسب ثقافة الروم الكاثوليك، فلا يمكن للمرأة أن تنجب من دون مشاركة الرجل.
الصدر: وكالات