موسكو — سبوتنيك
وقال ريابكوف في مقابلة مع المطبوعة الروسية "الحياة الدولية": "للأسف، لدى الولايات المتحدة نهج مختلف وأولويات مختلفة. من المهم بالنسبة لواشنطن أن لا تقوم دمشق بأي شيء يمكن تقييمه من وجهة نظرهم، بأنه تعزيز للسلطات السورية، بما في ذلك في مجال مواجهة المعارضة. ويصر الأميركان، كما قلت، على نظام وقف الأعمال القتالية من جانب واحد وغير متكافئ".
وأشار إلى أن الجانب الأميركي يريد أن تكون القوات الحكومية السورية "مقيدة بالاتفاقيات الروسية — الأميركية، وهذا شيء غير مقبول بالنسبة لنا".
لا بد من الفصل بين المعارضة السورية المعتدلة والمجموعات الإرهابية
وأضاف ريابكوف، أن موسكو تعتبر الفصل الفعلي بين قوات المعارضة السورية المعتدلة، وتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" أمرا مهما: "نرى أنه يجب في نهاية المطاف توفير فصل فعلي، وليس عبر إعلان فحسب، بين تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" المحظورين في روسيا، وما يسمى بالمعارضة المعتدلة، لإعطاء إمكانية لتركيز جهود التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، والقوات الحكومية السورية على محاربة الإرهابيين، وعبر ذلك خلق مقدمات إضافية لكي تتمكن المعارضة المعتدلة ببدء مفاوضات حقيقية ومباشرة، وتواصل المشاركة في العملية التي ينسقها دي ميستورا".
لا تزال لدى موسكو وواشنطن خلافات حول مستقبل الأسد
ونوه ريابكوف، إلى أنه لا تزال هناك خلافات بين روسيا والولايات المتحدة حول مسألة دور الأسد في المستقبل، إلا أن هناك تقدم بطيء في هذه المسألة: "طبعا، لا تزال هناك خلافات (بين موسكو وواشنطن) حول مسالة الدور المستقبلي للأسد. ولذلك عندما كان جون كيري في موسكو، كانت هناك لعبة شد حبل صعبة ومطولة — إذا سمينا الأمور بمسمياتها، إلا أنه تم تحقيق اتفاقات معينة وهناك تقدم بطيء".
الغرب لا يتبادل المعلومات مع روسيا حول المسلحين الذين يتعاونون معهم
وأشار ريابكوف، إلى أن الغرب لا يتبادل المعلومات مع روسيا حول المسلحين الذين يتعاونون معهم في سوريا، مشيرا إلى أن هناك أسبابا داخلية في واشنطن لهذا الأمر: "لا توجد لدينا معلومات حول أعداء بشار الأسد بنفس الحجم الموجود لدى الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، وقطر وغيرها من الدول الداخلة في التحالف ضد "داعش" بقيادة الولايات المتحدة".
وتابع، موجها كلامه إلى الغرب: "أعطونا هذه المعلومات، مع من تتواصلون وتعملون هناك، آنذاك سنتمكن نحن وإياكم من تنسيق أعمالنا بشكل وثيق أكثر، والتنسيق معكم، ستكون آنذاك عندكم أسبابا أقل، الزملاء الأميركيون، لاتهامنا في أننا نقوم بشيء خاطئ… لكن هذا لا يحدث، إنهم لا يتبادلون المعلومات".
تطوير العلاقات مع روسيا لن يكون المهمة الرئيسية للإدارة الأميركية الجديدة
وأكد ريابكوف، بأن تطوير العلاقات مع روسيا لن يكون من بين المهام الرئيسية للإدارة الجديدة في الولايات المتحدة بعد الانتخابات: "ربما لن تكون من بين المسائل الأولية التي سيركز عليها الرئيس المقبل للولايات المتحدة".
وتابع قائلا إن "وقتا معينا سيمر قبل أن تبدأ واشنطن بالتفكير بشكل جدي في كيفية بناء العلاقات مع روسيا. وعلى ما يبدو، سيتشاور الرئيس الأميركي المقبل كثيرا وبشكل مكثف مع إدارته بشأن الاتجاه الروسي بالذات، وذلك بغض النظر عن انتمائه الحزبي، وستراقب الأوساط الحاكمة تصرفاتهم (تصرفات الرئيس وإدارته)، التي تعتقد بأنه لا يمكن تقديم التنازلات للروس".
وأضاف: "لا يجب أن تكون لدينا توقعات وهمية أو آمال غير مبررة".
أنقرة توصلت إلى استنتاجات محددة بعد مأساة "سو —24"، ورسيا سعيدة بذلك
وخلص ريابكوف، إلى أن أنقرة توصلت إلى استنتاجات محددة بعد مأساة الطائرة الروسية "سو-24" وروسيا سعيدة بذلك، وتأمل بتطوير العلاقات مع تركيا: "نحن نرحب بالخطوات التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجميع الزعماء الأتراك في اتجاه تطبيع علاقاتنا الثنائية. وبالمعنى الحقيقي للكلمة وبدون خسارة أي يوم، سنذهب في طريق استعادة العلاقات. مثل هذه البلدان كروسيا وتركيا التي هي جيران مباشرين، ولديها تأثير على عدة عمليات، لايمكنها تضييع أي فرصة لبناء علاقات إيجابية، وبعد المأساة التي حدثت في العام الماضي، توصلت أنقرة إلى استنتاجات محددة. ونحن سعداء بذلك ونأمل بأن التطوير التدريجي للعلاقات سيستمر في الفترة المقبلة".