يعد تحرير مدينة منبج بالكامل، مفتاح هاماً جداً للوصول إلى قاعدة الدواعش في محافظة الرقة السورية، أضف إلى ذلك تصويب المدافع نحو آخر المعاقل في مدينة جرابلس، معقل التنظيم الأكبر على الحدود السورية التركية.
معركة شهري التحرير
تحدثت مصادر كردية خاصة لـ"سبوتنيك"، عن سير معركة منبج، قائلة، "أن تحرير مدينة منبج الاستراتيجية، يعد تقدما هاما على طريق طرد الدواعش بشكل كامل، وكسر سيطرتهم وصورتهم الذهنية أمام كل من يقاتل ضدهم، ويعد تحرير منبج نقطة سلبية جديدة تضاف لسلسلة خسائر التنظيم، التي بدأت بمحور مدينة تدمر الأثرية ومحاورها في السخنة وعمق البادية السورية، غير التقدم الكبير بمحور ريف حلب الجنوبي المتصل بريف حماة الشمالي الشرقي نحو أثريا وخناصر والسفيرة على الطريق البري الواصل لحلب".
واستطردت المصادر، "بأن الغالبية العظمى للإرهابيين كانوا من الجنسيات الأجنبية وهذا كان واضحا من جثث القتلى، فيما هرب بقية المقاتلين مع عوائلهم الكاملة ما يدل على أنهم كانوا مقتنعين تماماً بالاستقرار وبمعيشتهم داخل جزء من إمارتهم المزعومة".
مفيدة، "بأن خسائر التنظيم هائلة جداً غير الذين كان ينسحبون أو يتم علاجهم في المشافي خارج المدينة قدرت أعداد المصابين والقتلى بحوالي 800، وممن بقي منهم بحوالي 200 انسحبوا في أواخر المعركة لأن المصير الوحيد كان الموت أمام القوات التي دخلت إلى عمق المدينة".
فيما أوضحت المصادر، أن مئات الرهائن تم الإفراج عنهم بعد وصول الدواعش إلى قرية الدادات بريف الرقة، وقرية الغندورة التابعة لمدينة جرابلس، فيما بقي عشرات المدنيين الرهائن من أهل منبج مجهولي المصير برفقة الإرهابيين.
معركة الرهائن وثغرة الهروب
وعن حال المعارك والرهائن تحدثت المصادر، "بما يتعلق بأن أكبر المخاوف كانت من سقوط مدنيين محاصرين أو محتجزين قتلى جراء المعارك أو القصف من قبل القوات، لذلك كانت العملية جداً دقيقة ومحال أن تنتهي إلا بعمل عسكري وحسم كبير لتكون آخر المعارك في المنطقة المحاذية لمحور جرابلس ويتم إعلان تحرير منبج بالكامل، لذلك فتحت القوات ثغرة بسيطة ومنفذ ليتمكن الإرهابيون من الخروج السالك لهم ومن خلالها يتم دخول القوات والتعامل الصحيح مع المدنيين المحتجزين الذين كانوا الهم الأول في بال المجلس العسكري المسؤول عن المعارك ضد عناصر التنظيم".
داعش ما بعد "منبج"
أشارت المصادر الخاصة لـ"سبوتنيك"، بأن عناصر التنظيم خسروا واحدة من أهم قواعدهم في حلب بشمالها الممتد نحو الحدود، وبفقدانهم لعصب منبج الاستراتيجي، تكون مدينة جرابلس وبلدة الراعي، اللتان تقعان على المعابر الحدودية الهامة بمحاذاة الحدود التركية السورية، ملجئهم الأخير، مع مدينة الباب، التي تبتعد عنها قوات الجيش السوري بحوالي 10كم من جهة مطار كويرس الاستراتيجي الذي حررته القوات الحكومية السورية أواخر السنة الماضية.
وذكرت، بأن طريق الإمداد الوحيد مع محور الطبقة والرقة الذي بقي للإرهابيين إما سيكون عن طريق مدينة جرابلس أو بالمرور من مدينة الباب وبهذا سيكون الطريق أطول وأصعب للوصول وخصوصاً بأن الطريق من الباب إلى الرقة يقدر بحوال 94 كم وهو أطول بكثير من طريق منبج والذي خسروه مع امتداد مساحة الرؤية الكبيرة للقوات الديمقراطية التي تستطيع ضرب كل التحركات على امتداد النظر نحو مدينة الرقة السورية".
ويأتي كل هذا التقدم مرافق لعمليات الجيش السوري الواسعة جداً وخصوصاً في مطلع الشهر الحالي، الذي حرر من خلاله أحياء هامة في مدينة حلب كحي بني زيد والليرمون والكاستيلو ما شكل الطوق الأهم لحصار المسلحين من فصائل متعددة في الأحياء الشرقية للمدينة.