وغنّت نعمة على مدى ساعة ونصف، فحملت الجمهور بصوتها في رحلة موسيقيّة مزجت الثقافة والتاريخ والجغرافيا مؤدّية سبع لغات منها الإيرانية والكردية والسردينية والإسبانية والأرمنية.
وتحت عنوان "المتنبّي…مسافراً أبداً" ، قدّمت عبير أغاني تراثيّة معروفة منها "فوق النخل" و"لمّا بدا يتثنى" و"يا مايلة على الغصون" وأخرى من ألحانها وألحان شقيقها جورج نعمة ووسام كيروز وهي من وحي أشعار المتنبّي ونذكر منها "في سفري" و"على قدر أهل العزم"… وخصّت عبير الجمهور الحاضر بمجموعة من أغنيات ألبومها المقبل حيث غنّت ولأوّل مرّة "يا نسيم الريح" و"غنّي قليلا يا عصافير" و"الهجرة" وهي أغنيات تحمل توقيع مارسيل خليفة.
حفل عبير نعمة تجاوز حدود رحلة المتنبّي، فوحّد في تلك الليلة الحضارات الموسيقيّة من خلال صوت فريد لامس قلوب الحاضرين، واختصر العالم بمختلف أقطاره وعكس المخزون الكلاسيكي والطربي والشعبي لفنّانة حملت شغفها وأبحاثها الموسيقيّة إلى أهم مسارح العالم. أما الجمهور فتجاوز حدود معبد باخوس الروماني، ونفاذ التذاكر لم يمنع المئات من حضور الحفل من خارج إطار المسرح في سابقة تسجّل في تاريخ المهرجان بحسب القيّمين عليه.
رفعت عبير صوتها في وجه العنف قائلة:
نرفع معاً الليلة أصوات الحب مقابل أصوات التطرّف والتعصّب، ونرفع أغاني التلاقي وأغاني الحوار مقابل ضجيج السلاح ونشهر آلاتنا الموسيقّية وأصواتنا من لبنان والعالم العربي وأرمينيا وإسبانيا وإيران وسردينيا واليونان ليصل هذا الصوت لكلّ إنسان حول العالم".
واعتبرت عبير نعمة أنّ وقوفها على مسرح بعلبك هو حلم كبير رافقها منذ الطفولة، وتابعت حديثها لتهزّ مشاعر الجمهور لحظة توجّهها لوالدها الحاضر قائلة"بابا أنا ببعلبك".
يُذكر أنّه رافق نعمة خلال الحفل إثنا وعشرون موسيقياً، إضافة إلى ثلاثة ضيوف هم جوزي لويس فوشو وهو عازف مزمار وملحّن إسباني ومؤلّف لأهمّ المراجع الموسيقيّة، وإمانوييل هوفهانيسيان وهو من أهمّ وأبرع عازفي الدودوك الأرمن في العالم وتهموريس بورنازيري وهو موسيقي وملحّن إيراني يعزف على آلة التار.
تسلّمت عبير نعمة درعاً تكريمياً ملكياً أرسل خصيصاً من غرب إسبانيا باسم منطقة غاليسيا التاريخيّة.