وأضاف المرصد أن تغيير قيادة التنظيم الإرهابي في نيجيريا، من المرجح أن يتبعه تزايد في وتيرة عملياته ووحشيتها لإثبات كفاءة القيادة الجديدة مع تغيير في أهداف هذه العمليات لبيان تميز هذه القيادة، ففي أول تصريح له، قال مصعب البرناوي لصحيفة تابعة لتنظيم "داعش": إن تركيز التنظيم خلال الفترة القادمة سوف يكون استهداف المسيحيين، وقال، إن التنظيم سوف يتوقف عن استهداف مناطق يسكنها مسلمون، وستركز عملياته للهجوم على الكنائس والأماكن التي يقصدها المسيحيون في نيجيريا.
وأشار المرصد إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي قد أولى إفريقيا اهتماما كبيرا، وبايعته تنظيمات إرهابية عديدة كحركة الشباب المجاهدين في الصومال وجماعة بوكوحرام في نيجيريا، ومما يزيد من خطورة "داعش" في إفريقيا ضعف أجهزة الأمن في تلك المناطق من إفريقيا وهشاشة نظم المراقبة عبر الحدود الإقليمية.
وفي هذا الصدد قال الكاتب والمفكر، ثروت الخرباوي، إنه مما لا شك فيه، إن حركة ما أطلقت على نفسها "الإسلام الجهادي" بدل ما تتوجه إلى المناطق المحتلة، مثل فلسطين على سبيل المثال، وتوجيه جهودها لدعم المقاومة الفلسطينية، نراها تتبنى أفكارا أخرى غير مرتبطة بالدين حقيقةً، وذلك لمسائل متعلقة بتوسيع النفوذ.
وأضاف الخرباوي في حديث لوكالة "سبوتنيك"، اليوم الإثنين، أن حركة الإسلام السياسي بعد خسارتها لبعض أوراقها في الفترات الأخيرة، وكانت الورقة الكبرى هي مصر، تحاول أن تعطي نفسها أرض لتتحرك فيها، موضحا أن مسألة العداء للمسيحيين والكنائس هي مسألة قديمة، والتي كان من ضمن أسبابها في إفريقيا أن حركة تبشير الكنيسة الكاثوليكية كان لها الغلبة وكانت منتشرة في إفريقيا، ولذلك فهذا العداء تاريخي مع حركة التبشير.
ولفت الكاتب والمفكر إلى أن الجماعات المتطرفة هناك الآن تقوم بتغيير نوعي من أجل الوجود في أراضي أخرى لاكتساب النفوذ، بالإضافة إلى أن الأراضي التي يدخلها هؤلاء المتطرفون غنية بالثروات، فنيجيريا تعتبر من أغنى الدول الإفريقية بالغاز والبترول، وإذا نظرنا إلى التنظيمات الأخرى مثل "داعش" وما شابه يتواجدون هناك حيثما وجد البترول، فالعراق وسوريا وليبيا خير مثال على ذلك.
كما أضاف أن التغيير النوعي في الضربات يأتي من أجل الظهور أمام المضللين دينيا كأنهم يحاربون من أجل الإسلام، حيث أنه في الفترات الأخيرة كانت هناك بعض نقاط الاستفهام بسبب قتالهم المسلمين، فهنا يأتي التغيير التكتيكي وكأنهم يقاتلون غير المسلمين من أجل نصرة الإسلام، الأمر الذي قد يثير الرأي العام المسيحي في أوروبا.
وأنهي الخرباوي حديثه مؤكدا على أن ضعف الأمن في أفريقيا ووجود ثروات لم يسيطر عليها أحد بعد هما من أهم أسباب التوجه للمناطق الإفريقية.