في معرض الحديث عن" ثورات الربيع العربي"، وما خلفته من نتائج على الشعوب العربية، علّق وزير الخارجية السابق "عدنان منصور" ، في تصريح خاص لـ "سبوتنيك" قائلا: "إن الثورات تنبع من داخل الشعوب، وعندما تكون هناك مجموعات ممولة من الخارج، ويتم تسليحها من الخارج، لتعبر عن استراتيجيات ومصالح خارجية، عند ذلك لا يمكن الحديث عن ثورات وطنية، ولا يمكننا الحديث عن مجموعات وطنية تريد التغيير".
وأضاف منصور: "قبل كل شيء، علينا أن نتوقف أمام كلمة "ثورة"، فالثورة هي تغيير جذري لمجتمع ما، تغيير في الهيكلة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، وهي تستند في أساسها إلى معايير تعبر عن معطيات وضمير شعب من الشعوب، ولكن للأسف الشديد، ما شاهدناه في دول العالم العربي من أحداث، لا تنم عن ثورة، وإن كانت تحمل تلك الشعارات البرّاقة، من أجل التغيير، والديموقراطية، والحرية وحقوق الإنسان".
وأكمل منصور متسائلا: "هل المطالبة بالتغيير تتم من خلال هدم البنى التحتية، وهدم مؤسسات الدولة، وهدم الآثار، والمساجد، وإسالة دماء البشر، وترويع الآمنين، وتهجير الشعوب!، أم هل ما نشاهده يجري الآن في ليبيا، وسيناء مصر، وسوريا، والعراق من أعمال إرهابية، هو تعبير عن إرادة الشعب والرغبة في التغيير!، وإذا كان التغيير سيتم عبر هذا الأسلوب فنحن لسنا بحاجة إلى هكذا تغيير".
وأشار "منصور" إلى أن الهدف الرئيس لقيام الثورات العربية، هو لخدمة "الكيان الصهيوني" من الأساس، مستشهدا بمقولة وزير الدفاع الإسرائيلي" موشيه يعالون"، والذي صرح قائلا: "إن ما يحدث في الشرق الأوسط الآن، يخدم إسرائيل لمدة 30 عاما قادمة"، وأضاف منصور، أنه لو كان العرب قد وظفوا طاقاتهم، وأموالهم لمواجهة الكيان الصهيوني، وما يرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، من الأساس، لما تمزقت الدول العربية، ولما حدث ما يحدث الآن في غزة، وفي الأراضي المحتلة ككلّ، أمام مرأى، ومسمع من العالم كله، دون أن يجرؤ أحد على أن يحرك ساكنا.