نشرت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم أمس الأحد، أحدث هجوم إعلامي لوسائل الإعلام الغربية على وكالات الأنباء الروسية مقالة مبنية فقط على مصدر ليس فيه مضمون لتقرير محدد بإثبات، والذي يحمل العنوان التالي: "سلاح روسي قوي: انتشار أخبار كاذبة" (A Powerful Russian Weapon: The Spread of False Stories). وادعت المقالة — إن صح تسميتها كذلك — المحتوية على 2000 كلمة، أن "وسائل الإعلام الروسية كـ "سبوتنيك" و "RT" تقدمان — عمداً — تقارير إخبارية غير دقيقة أو مشوهة لمشاهديها"، لكنها فشلت في تقديم أي دليل لإثبات هذا الادعاء.
لا بأس بها كتهمة، أليس كذلك؟! ولكن أين الدليل؟
أولاً، وقبل كل شيء، لم تقدم الصحيفة — ولا أصحابها — أي دليل على أننا يتم التحكم بنا، بطريقة أو بأخرى، من قبل الكرملين. كما لن يكون هناك أي دليل لأنه غير موجود من الأساس.
وقد تندهش صحيفة "نيويورك تايمز" أن كتابنا الأمريكيين لا يتكلمون مع فلاديمير بوتين أو دميتري بيسكوف مع فنجان القهوة الصباحية قبيل البدء بالعمل.
ثانياً، لم يتم تقديم أي دليل "يشك به" على دقة أي تقرير محدد. فبدلا من ذلك، وعلى الساحة المحلية، يدّعي مقدم البلاغ أن "تلفزيون "RT" غالبا ما يبدو مهووساً بالولايات المتحدة، وتصوّر الحياة هناك على أنها جحيم. وأن تغطيتها للمؤتمر الوطني الديمقراطي، على سبيل المثال، تخطى الخطابات وركّز بدلا من ذلك على مظاهرات متفرقة".
تدعي صحيفة "نيويورك تايمز" في مقالها أيضا أن "سبوتنيك" هي جزء من "آلة الدعاية التابعة للكرملين"، التي "تنشر أخبارا كاذبة". ومن ثم تهاجمنا على أننا نعتمد في تقاريرنا "بشكل كبير على مواد ناقصة من مصادر أخرى". فكيف، على وجه التحديد، يمكن لكل من الأمرين أن يكونا صحيحين في آن واحد؟! ففي الواقع — يجب أن يكون أحد الأمرين.
وأخيراً، تشير المقالة إلى وزير الدفاع السويدي بيتر هالتكفيست الذي يقول إن "كلاً من وكالتي "RT" و "سبوتنيك" تصوران الغرب بوحشية على أنه محبط ومقسّم ومنحط، ويعيش حالة من عدم الاستقرار إثر تدفق المهاجرين العنيف إليه".
تُرى، هل كان ذلك قبل أم بعد تغطيتنا لمحنة اللاجئين السوريين والعواقب المترتبة على صفقة اللاجئين التي أبرمت بين تركيا والاتحاد الأوروبي بأن يُترك النازحون دون حماية.
وتتفق استطلاعات الرأي مع هذا التقييم، إذ وجد أن النتائج يوم الانتخابات كانت مفاجئة جداً للبريطانيين، لأنه تم فضح كذب وسائل الإعلام في المملكة المتحدة — أن الخروج من الاتحاد البريطاني غير المقبول اجتماعياً.
ويقول صحفي أمريكي من وكالة "سبوتنيك أنترناشونال" (Sputnik International)، بيل موران، "أطلب من صحيفة "نيويورك تاميز" أن تتكرم لنا بأدلة قبل أن تتهمني وزملائي بالباطل بما هو بمثابة جريمة خطيرة".