أوزبكستان هي واحدة من أكبر دول منطقة آسيا الوسطى، وتضم أقاليم ومدن معروفة في تاريخ الإسلام مثل بخارى، سمرقند، طشقند، خوارزم، وينتمي إليها كل من البخاري والترمذي والخوارزمي والبيروني والنسائي والزمخشري، ويجيد السكان هناك اللغة الروسية.
تتميز أوزبكستان بإنتاج كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي إلى جانب الاحتياطي الكبير من الفحم، كما توجد فيها خامات النحاس والذهب والحديد والفضة، واليورانيوم والرصاص والزنك إلى جانب مناجم جديدة من المعادن، كما أنها قاعدة صناعية تتركز في قطاعات الإلكترونيات والطائرات والكيمياويات والجرارات الزراعية، والحديد والصلب، فضلا عن محطة فضائية لإطلاق الأقمار الصناعية، إلى جانب قدرتها في مواجهة جماعات التطرف والإرهاب التي تسعى إلى تقويض الاستقرار والأمن في المنطقة.
وادي فرغانة
ويعتبر "وادي فرغانة" أحد أبرز المناطق التي تمثل تربة خصبة لنمو الفكر المتطرف وتنشأة جيل جديد من العناصر الإرهابية التي تتبنى رؤية متطرفة للإسلام، ويمتد الوداي في كل من جمهوريات أوزبكستان وطاجيكستان وقرغيزستان، فضلا عن الحدود المشتركة مع أفغانستان التي أصبحت مركزا مهما من مراكز الفكر المتطرف وتصدير العناصر الإرهابية، إضافة إلى ضعف قبضة الدولة وعجز حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة في مساعدة الأفغان على استعادة الاستقرار والأمن.
ماذا عن المستقبل؟
نظام الحكم في البلاد وفق الدستور المعلن عام 1992 هو علماني ديمقراطي، وحرية العقيدة والتعبير عن الرأي مكفولة بحكم القانون، وتتكون السلطة التنفيذية من رئيس الدولة ومجلس وزراء. وتتشكل الحكومات على مستوى الولايات والمناطق والبلديات من رئيس تنفيذي وحاكم ومجلس، ويختار الرئيس حكام الولايات، وهم بدورهم يختارون حكام المناطق والبلديات، أما مجالس هذه الولايات فتنتخب مباشرة لمدة خمس سنوات. وتتكون السلطة التشريعية من مجلس للشيوخ وعدد أعضائه 100 نائب يتم انتخاب 84 منهم عن طريق المجالس المحلية و16 يتم تعيينهم عن طريق الرئيس. المجلس التشريعي وعدد أعضائه 120 عضوا يتم اختيارهم بالاقتراع المباشر الشعب.
وهذه ليست الأزمة الصحية الأولى التي يتعرض لها رئيس أوزبكستان، في ظل سياج من السرية يحول دون معرفة أخبار مركز الحكم وصناعة القرار في هذا البلد الذي لم يعرف سوى إسلام كريموف رئيسا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1991.
أبنة الرئيس أكدت من خلال الحساب الشخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، استقرار حالته الصحية ومن المبكر توقع تطورات الموقف.
الخلاصة
الحديث عن انتقال السلطة، قد بدأ، وبعيداً عما سوف يتم إعلانه حول الوضع الصحي لرجل أوزبكستان القوي، وعلى غرار تركمانستان فإنه من المرجح أن تنتقل السلطة في هذا البلد المهم بالمنطقة بسهولة، وتواصل الأجهزة القوية للدولة ذات النهج السياسي، سواء في العلاقات الخارجية أو في مواجهة الجماعات المتطرفة في الداخل، فضلا عن طبيعة المجتمع الذي لفظ القاعدة الأمريكية ووقف بحزم في مواجهة واشنطن بعد تورط السفارة في كثير من أحداث الشغب هناك، ومع ذلك فإن احتمالات نشوب أزمة في البلاد غير مستبعد وإن كان بدرجة ضئيلة في ضوء التمسك بالحفاظ على الاستقرار وعلى مؤسسات الدولة.
.(المقالة تعبر عن راي كاتبها)