وتشهد أرياف مدينة حماة الشمالية والشمالية الشرقية والغربية هجمات كبيرة للمسلحين الذين يتمثل وجودهم في الريف الشمالي الغربي في بلدة "حلفايا" التي دخلوها مؤخراً والمتاخمة لمدينة "محردة"، بينما تتواجد بالريف الشمالي الشرقي في "طيبة الإمام" القريبة من بلدة "خطاب" والمجمع العسكري، أما في ريف المدينة الشمالي فتعتبر بلدة "صوران" أحد مواقعهم الجديدة.
ويتركز العمل العسكري الذي يقوم به الجيش السوري في الوقت الراهن على عملية الاستهدافات النارية وتنفيذ الرمي الكثيف على تجمعات المسلحين وخطوط إمدادهم والتخفيف من الضغط البشري الذي استقدمته الفصائل المسلحة التي يبدو أنها ظلت تحضر وقت طويل لخوض هذه العملية.
وقال مصدر ميداني لمراسل "سبوتنيك" في مدينة حماة أن الهجوم الذي شنه المسلحون على أرياف مدينة حماة كافة كان كبيراً وقد استخدموا خلال تقدمهم مئات القذائف المتفجرة وعشرات السيارات المفخخة والانتحاريين لكسر تحصينات الجيش السوري ودفعه للتراجع وإخلاء جبهات القتال وصولاً إلى مدينة حماة، ولكن ما حدث هو قيام الجيش السوري بالتراجع نحو الخطوط الخلفية فهو يعي جيداً طبيعة المعارك في هذه المنطقة وكان له تجارب سابقة مماثلة حدثت قبل عامين مما استدعى منه التروي والحفاظ على الخطوط الحمراء والمناطق الاستراتيجية ريثما يتمكن من إنهاء التجهيزات الميدانية.
وأضاف المصدر أن القوات البرية أصبحت جاهزة لبدأ العملية وهناك وعي شعبي كبير من قبل سكان المناطق التي دخلها المسلحون والذين أبدو استعدادهم للقتال دفاعاً عن منازلهم وقد تطوع قسم كبير من أهالي مدينة "محردة" في صفوف "الدفاع الوطني" ورفضوا مغادرة المدينة والتحقوا في الجبهة القريبة من بلدة "حلفايا" ولم يبق سوى إعطاء الأمر من قبل القيادات العسكرية بعملية التقدم في كافة المحاور.
ويذكر أن موجة نزوح شديدة شهدتها المناطق التي دخلها المسلحون حيث وصل العشرات من المدنيين الهاربين من بلدة "حلفايا" إلى كنيسة "محردة" مما يعكس الوعي الشعبي لدى السكان.