تدور عجلة الأحداث بخصوص الملف السوري في الفترة الأخيرة على الساحة السياسية، وفي الميدان على حد سواء وكأنها تسابق الزمن على أبواب قمة بكين، التي تعقد خلال اليومين القريبين القادمين، وبالرغم من أن هذه القمة تسمى قمة الدول العشرين الكبرى، إلا أنه وفي ظل التواتر الكبير في الأحداث على الساحة السورية ومن ضمنها تبعات وآثار التدخل التركي في الأراضي السورية واحتدام جبهات الشمال بفعل تركي أمريكي مشترك، لأجل الحصول على موافقة لإنشاء منطقة عازلة على الحدود التركية السورية وهذا حلم أردوغان من جهة، ومن جهة أخرى يمثل سعي الولايات المتحدة الدؤوب لأجل تحصين قدرتهاعلى الخروج مع الطرف الروسي بتفاهم يخدم المصلحة الأمريكية من خلال وضع شروطها الأساسية نحو التوجه بالملف السوري في طريق الحل السياسي قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة.
يقول ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي وعضو اتحاد الصحفيين السوريين سومر صالح:
أن أردوغان يريد إقامة ليس فقط منطقة آمنة بل يريد أيضا قطع الممر الكردي الذي يتجه من عين العرب إلى عفرين، وهو بشكل أو بآخر نقض التفاهم مع الأمريكي الذي غطى دخوله وعدوانه إلى سورية تحت افتراض وهنا أركز على كلمة افتراض، ويتابع صالح قائلاً:
كان هناك افتراض لدى الإدارة الأمريكية أنها تستطيع ضبط الصراع بين التركي والكردي، بسحب الكردي إلى شرق الفرات وأن يبقى أردوغان في جرابلس، ولم تستطع الإدارة الأمريكية ضبط هذا الصراع، وبالتالي من المرجح أن يكون هناك صدام مباشر بين الطرفين إما في مدينة الباب أو في مارع، وهذا يحتاج إلى موافقة الدول الكبرى وحتى الآن لم تصدر أي إشارات قوية وواضحة تجاه العدوان التركي سوى من قبل طهران، ومازالت روسيا تتعامل مع الموضوع بدبوماسية وبهدوء أعصاب، وهي لاتريد أن تخسر التركي باستدراته نحو روسيا لأن أي مواجهة للعدوان التركي على سورية أو إحالته إلى مجلس الأمن، سوف يؤدي إلى أن يرتمي التركي في أحضان الأمريكي وهذه خسارة روسية، وبالتالي الأمور تخضع للتفاهمات في الشمال السوري من خلال ما يجري في أرض الميدان وخاصة إشعال جبهتي محردة وريف حماه من قبل أردوغان.
وحول التفاهم الروسي الأمريكي الحالي يقول صالح:
هذا التفاهم يختلف بالجوهر والمضمون والشكل عن كل التفاهمات الروسية الأمريكية السابقة، نحن أمام مرحلة مفصلية وهي أن الإدارة الأمريكية دخلت مرحلة البطة العرجاء، وبالتالي التفاهمات الأمريكية الروسية المكرسة منذ 27 آب إلى 15 تموز الى القرار 2254 ، 2253 وما يسبقها من إعلانات فيينا قد تسقط بتأثير الدومينو إلا إذا كان هناك تفاهم حقيقي واضح بين الإدارة الأمريكية والإدارة الروسية، وما تجري إرهاصاته الآن، وكان من المتوقع أن يتم ليلة البارحة الخميس صدور بيان تفاهم روسي أمريكي بشكل نهائي بعد اجتماع التقنيين والخبراء الروس والأمريكان، ولكن تم تمديده يومين وتاجيل جميع القضايا العالقة بالتفاهم الأمريكي الروسي إلى الاجتماع المتوقع بين الرئيسين بوتين وأوباما في بكين، ونحن أمام فرصة مهمة للتفاهمات الأمريكية والروسية.
إعداد وتقديم نواف إبراهيم