وتابع عبد القادر:
فعلى ما يبدو أن أردوغان يستخدم محاولة الانقلاب للتخلص من كل خصومه، وأن هذه الأعداد لم ترتبط بأي تيار سياسي بمفرده، سواء كان مرتبطا بتيار جماعة فتح الله غولن أو غيره من التيارات، خصوصا أن الأجهزة الأمنية والعسكرية هناك تقصير كبير في منتسبيه، وفي ظل ما يحدث الآن هو يحاول التخلص من خصومة، فهو يستخدم العملية لتصفية كل من هو غير متوافق مع سياسته ورؤيتة وهوية الدولة التركية كما يراها هو، على اعتبار أنه يراها إسلامية وليست علمانية كما أسسها "مصطفى كمال آتاتورك "،ومن ثم هو يتخلص من حراس العلمانية داخل الأجهزة الأمنية والشرطية والعسكرية، فهذه سلسلة لن تنتهي، ستكون حلقات متواصلة، وتأتي على مراحل، وستشبه الصدمات الكهربائية، الهدف منها التخلص مما يراه أردوغان خصوما له أو ما يمكن أن نسميه حراس العلمانية في الدولة الأتاتوركية.
وفسر عبد القادر المعركة في تركيا بأنها معركة الرجل الواحد في المشهد السياسي، أو أن يكون أردوغان ضحية لشهوته للسلطة والسيطرة على مختلف مؤسسات الدولة. فإن كان هناك محاولة انقلاب محتملة، فهي ليست في القريب العاجل ومن ثم هي محاولته التخلص من كل خصومة كل من هو غير متوافق مع رؤية أردوغان لهوية الدولة "الأردوغانية" وليست "الكمالية".
وذكر رئيس مجلة الشؤون التركية أن حركة فتح الله غولن أقرب إلى التيارات الصوفية والتي تبتعد نسبيا عن السياسة وكليا عن العنف. كما أن الحركة موجودة في كافة مؤسسات الدولة فكل من تعلموا في مدارسه ودرسوا بجامعاته، وهم ليسوا بالعدد القليل، تأثروا بفكره الصوفي وآرائه وتوجهاته البعيدة تماما عن العنف أو الانقلاب، على حد قوله.
وكانت الجريدة الرسمية في تركيا قد نشرت، أمس الجمعة، أن السلطات فصلت حوالي 8000 من قوات الشرطة والدرك، وذلك في أحدث عملية إقصاء لأفراد يشتبه بأن لهم صلات بمحاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في يوليو/تموز.
وتتهم السلطات التركية الداعية المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن وجمعيته "خدمة" بتدبير الانقلاب الذي أدى إلى مقتل 240 شخصاً، بالإضافة إلى 24 شخصاً اتهموا بالمشاركة في محاولة الانقلاب