وتعد الأضحية إحدى شعائر الإسلام، التي يتقرب بها المسلمون إلى الله بتقديم ذبح من الأنعام، وذلك من أول أيام عيد الأضحى حتى آخر أيام التشريق، وهي من الشعائر المشروعة والمجمع عليها. وبحسب وزارة الزراعة في غزة، فقد شهد سوق الماشية انخفاضاً كبيراً في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، ووصل الانخفاض في كيلو لحم العجول، مقارنة بالعام الماضي، إلى أكثر من دولار أميركي لكل كيلو واحد، أي بفارق نحو 500 دولار للعجل الواحد، كما وصل الانخفاض في أسعار كيلو الخروف إلى أكثر من دولارين.
صاحب مزرعة المواشي أبو حسام البطنيجي أكد أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، أدى إلى انخفاض نسبة مبيعات الأضاحي، مقارنة بالعام الماضي، إلى أكثر من النصف.
وأوضح البطنيجي في حديث لـ"سبوتنيك"، أن غالبية السكان تأتي أسواق الماشية للسؤال دون الشراء، مضيفاً "تأخر صرف الرواتب يؤثر على عملية البيع والشراء، رغم الانخفاض الواضح في أسعار المواشي".
ولفت إلى أن الوضع العام للقطاع وارتفاع معدلات البطالة والفقر لمستويات غير مسبوقة، أثرت بشكل كبير على انخفاض الطلب، مضيفاً أن "سوق المواشي يعتمد في مبيعاته على الجمعيات الخيرية التي تشتري كميات كبيرة في كل عام؛ إلا أن عدداً من الجمعيات لم تتقدم لعرض مناقصاتها لشراء الأضاحي هذا العام.
من جانبها قالت السيدة فاطمة عيسى إن الناس بدأت تشعر بالاكتئاب والضيق في قطاع غزة بشكل غير مسبوق، وأصبحت الأيام متشابهة جداً، حتى أننا لم نعد نشعر ببهجة العيد بسبب الوضع الاقتصادي.
وأوضحت في حديث لـ"سبوتنيك" أن "الناس تحاول قدر المستطاع أن تجاري موسم الأعياد ولو بالقليل من السعادة والفرح من أجل الأطفال، خاصة أن عيد الأضحى المبارك له شعائر خاصة وأجواء مختلفة ينتظرها الناس من العام للعام".
الشاب مصطفى عطالله، أكد أن الأعياد تعد من الفرص النادرة للفرح في قطاع غزة مع كل الظروف المحية والمتأزمة بشكل كبير، منوهاً أن "الفرحة دوماً ناقصة خاصة أن هناك أسر ما زالت لا تجد مسكنا تعيش فيه بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة".
وشدد عطالله في حديث لـ"سبوتنيك"، أن "عيد الأضحى يقبل في وقت تعصف الأزمات الداخلية والخارجية بفلسطين، حيث أن الانتفاضة الشعبية ما زالت مستمرة، والأسرى في السجون الإسرائيلية يواصلون الكفاح من خلال الإضراب عن الطعام، وهناك اتفاقات ومحاولات دولية للتسوية، كل ذلك يؤثر على المزاج العام والوضع الداخلي".
ونوّه إلى أن التجار في قطاع غزة على مدار الأعوام الماضية تكبدوا خسائر كبيرة جداً، فسوق الملابس والحلويات تكبد الخسائر أولاً، ثم تبعه سوق الماشية، مما أدى إلى تدهور الاقتصاد الداخلي في القطاع، مشيراً إلى أن "العيد يبقى عيداً والناس ستحاول الفرح بأي طريقة ممكنة، خاصة لخصوصية عيد الأضحى".
ويعيش في قطاع غزة قرابة 2 مليون نسمة، ويعاني القطاع من حصار إسرائيلي محكم منذ أكثر من عشر سنوات، أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بشكل كبير.