ولكن ماذا حدث لـ"امرأة الغبار" التي لم يكن يعرف أحد اسمها، ولكن وجهها وجد طريقه إلى ذاكرة الملايين.
يوم 24 أغسطس/ آب 2015، وبعد ما يقرب من مرور 14 عاما على اليوم الأكثر دموية في تاريخ مدينة نيويورك، توفيت مارسي بوردز، الموظفة السابقة في بنك أمريكا السابق، بعد معركة دامت عاما كاملا مع سرطان المعدة، وكان عمرها 42 عاما، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك".
وعلى فيسبوك، كتب، آنذاك، شقيقها مايكل: "لا أستطيع أن أصدق رحيلها". ووصفها أحد الأقارب بـ"البطلة" التي عانت أمراضا كثيرة منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.
يوم الهجمات الدموية، كانت بوردز قد أمضت أسابيعا معدودة على أصابع اليد في وظيفتها الجديدة كمساعدة قانونية في "بنك أمريكا"، عندما ضربت طائرة برج التجارة العالمي الشمالي.
رئيسها أمرها أن تبقى في مكتبها، ولكن بوردز سارعت إلى النزول، وما إن وصلت إلى الأرض، كان البرج الجنوبي ينهار تماما إثر ضربه بطائرة أخرى. وفي هذه اللحظة، عندما غطاها الغبار الهائل في المنطقة، التقط صورتها المصور ستان هوندا، لتصبح رمزا للرعب الذي أحدثته الهجمات.
وعقب الحادث، كشفت بوردز للصحيفة عن إصابتها بمرض نفسي من جراء الهجمات، وقالت: "كل مرة أشاهد طائرة، تنتابني حالة من الرعب". ودخلت إلى مركز للعلاج.
وانتابتها عقب الهجمات العديد من الأمراض، ولم تعد قادرة على العمل، بل فقدت حضانة ابنيها بعد وقوعها في مصيدة إدمان الكوكايين.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، كشفت "امرأة الغبار" للإعلام عن إصابتها بسرطان المعدة، وخضوعها للعلاج. وتساءلت: "هل ما تعرضت له في عام 2011، وراء إصابتي بالسرطان؟ هذا ما أظنه، لأنني لم أكن أعاني أية أعراض مرضية من قبل".
وبعد رحيل بوردز عقب عدة أشهر من مرضها، سارع عمدة نيويورك، بيل دي بلاسيو، إلى "تويتر" ليكتب عزاء: "إن رحيل مارسي بوردز هو تذكرة مؤلمة بالمأساة التي عانتها هذه المدينة".
المصدر: وكالات