وجدير بالذكر أن مجلس الدوما المقبل البالغ مدة صلاحياته 5 سنوات، سيكون السابع في تاريخ روسيا الاتحادية الحديث.
فقد جرت الانتخابات النيابية السابقة للبرلمان الاتحادي في ديسمبر/كانون الأول 2011، وذلك وفق نظام القوائم الحزبية وبوجود حاجز انتخابي عال (7 بالمائة من أصوات الناخبين). ولم يتمكن إلا أربعة أحزاب من دخول الدوما حيث توزعت مقاعد النواب الـ450 فيه وقتذاك بين حزب "روسيا الموحدة" (238)، والحزب الشيوعي الروسي (92)، وحزب "روسيا العادلة" (64)، والحزب الليبرالي الديمقراطي (56).
وستجري الانتخابات البرلمانية في روسيا الاتحادية، اليوم، وفق النظام المختلط، حيث سيتم انتخاب نصف نواب مجلس الدوما بصورة فردية في الدوائر الانتخابية الإقليمية من بين 2100 مرشح تم تسجيلهم رسميا، فيما ستخوض الأحزاب صراعا على نيل بقية المقاعد الـ225. ويتوجب على أي من الأحزاب الـ14 المشاركة في الانتخابات اجتياز عتبة الـ5 بالمائة من أصوات الناخبين لدخول مجلس الدوما.
ويعرب محللون سياسيون، استنادا إلى نتائج استطلاعات الرأي العام الأخيرة، عن اعتقادهم الراسخ بأن الأحزاب الأربعة الممثلة في تشكيلة الدوما الأخيرة، ولاسيما حزب "روسيا الموحدة" الذي أسسه الرئيس فلاديمير بوتين ويتزعمه رئيس الوزراء دميتري ميدفيديف حاليا، ستكون في طليعة القوى السياسية الحاضرة في المجلس النيابي الجديد.
ومع ذلك يتوقع مراقبون أن تكون دائرة التمثيل السياسي أوسع بالمقارنة مع المجلس السابق، وذلك بفضل نجاحات انتخابية قد يحققها — بصورة فردية — شخصيات حزبية معروفة من الأحزاب الأخرى، وكذلك جراء خفض عتبة الدخول من 7 بالمئة إلى 5 بالمئة من أصوات الناخبين. ويبلغ عدد المواطنين الذين يتمتعون بالحق الانتخابي في روسيا الاتحادية حاليا 111.6 مليون شخص، منهم 1.87 مليون شخص يتواجدون خارج حدود البلاد. وستجري عملية الاقتراع في 95 ألف مركز في الأراضي الروسية بالإضافة إلى 371 مركزا تقام في مكاتب التمثيل الروسية في دول أجنبية.
وستعلن النتائج الأولية لانتخابات مجلس الدوما في نفس يوم إجرائها، كالمعتاد.
هذا وتوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المواطنين، قبيل الانتخابات البرلمانية، مشيرا في كلمة متلفزة إلى أن التصويت في انتخابات مجلس الدوما المزمعة في الـ18 من الشهر الجاري واجب على كل مواطن.
وقال بوتين: "أنا على ثقة تامة بأن التصويت واجب وطني على كل منا، بغض النظر عن المواقف السياسية التي نتبناها".. إدلاء الناخبين بأصواتهم "هو تعبير عن مشاعرهم الصادقة تجاه بلادهم. فلتختاروا، وتصوتوا من أجل روسيا!". وأضاف بوتين: "الحملة الانتخابية شارفت على الانتهاء، وجرى خلق الظروف المتكافئة لضمان منافسة شفافة وعادلة، وليحدد الجميع مواقفهم تجاه مختلف القضايا، ويقترحوا سبل تسويتها، بما يتيح للناخب في هذه الأثناء تقييم البرامج الانتخابية وأهدافها والمقارنة فيما بينها بموضوعية والحكم على أداء جميع الأحزاب والمرشحين وما حققوه".
وشدد الرئيس بوتين على ضرورة ولوج الشرفاء وأصحاب الكفاءات والحيويين والنزهاء مجلس "الدوما"، ممن هم قادرون على إقرار إرادة الشعب، ويحظون بثقته بما يخدم ضمان الاستقرار والتنمية والوفاق الأهلي.