مبنى جديد وإجراءات تأمين متطورة
اسئناف رحلات الطيران يفتح الباب أمام تدفق السياحة الروسية، في ضوء المباحثات المكثفة التي جرت بين البلدين على كافة المستويات السياسية والفنية لتحسين إجراءات السلامة في المطارات وتأمين الوفود السياحة الروسية.
ومباحثات الرئيسين بوتين والسيسي على هامش قمة العشرين التي عقدت مؤخرا بالصين، أسفرت ـ بحسب بيان الرئاسة المصرية ـ عن الاتفاق على إيفاد وفد روسي رفيع المستوى للانتهاء من جميع الجوانب الفنية والأمنية المتعلقة باستئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر، وما ستشهده مصر على خلال الأيام القليلة المقبلة.
ويتميز المبنى الجديد ـ بحسب بيان وزارة الطيران المصرية ـ بوجود شبكة ربط لنظم نقل الحقائب بين مبنيي الركاب رقم 2 ورقم 3 ، وكذلك رفع كفاءة نظم نقل الحقائب بمبنى الركاب رقم 3 ليواكب التحسينات المطبقة بمبنى الركاب الجديد رقم 2 ، ويبلغ عدد كباري التحميل في المبني الجديد 28 كوبري تحميل، وعدد كاونترات الجوازات 78 كاونترا، كما يحتوي المبنى على 11 غرفة فندقية داخل الدائرة الجمركية تضم أجهزة متطورة، يستخدمها الركاب العابرون دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول لمصر.
وتبلغ السعة الكلية للمبنى 7.5 مليون راكب في السنة، والمبنى مزود بنظام تأمين عالي الجودة يشمل 52 جهاز كشف معادن للأشخاص، و57 جهاز كشف أشعة حقائب، إلى جانب 191 كاميرا متحركة، و576 كاميرا ثابتة و3 كاميرات متحركة في المهبط و17 كاميرا ثابتة، وفي منطقة السيور يوجد 5 كاميرات متحركة، و100 ثابتة.
عودة الروح للسياحة المصرية
لا شك أن قرار رفح الحظر المتوقع الإعلان عنه عقب انتهاء المباحثات الرسمية لوزير النقل الروسي والوقوف على كافة الإجراءات المتبعة لتأمين الوفود السياحية، ستكون بمثابة بشير خيرعلى عودة الروح إلى قطاع من أهم قطاعات الاقتصاد المصري، وأبرز مصدر من مصادر الدخل القومي لبلد الأهرامات.
والبيانات الرسمية الصادرة من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تكشف عن تراجع في تعداد السياحة الوافدة إلى مصر خلال النصف الأول من هذا العام إلى ما يزيد عن 2 مليون سائح مقابل ما يزيد عن 3 مليون سائح عن نفس الفترة من العام الماضي 2015 ، وأرجع التقرير ذلك إلى انخفاض أعداد السياحة الوافدة من روسيا الاتحادية بشكل أساسي.
وأشار إلى أنه عقب الحادث تراجعت معدلات الوفود السياحية بشكل حاد وصل إلى 95 بالمائة، معبرا عن اعتقاده بأن عودة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية يحتاج إلى جهد كبير من جانب كافة الأطراف العاملة في القطاع، مشيراً إلى أن شغف السائح الروسي للعودة إلى المنتجعات المصرية يمكن أن يساعد في سرعة عودة الحياة إلى السياحة المصرية بمعدلاتها الطبيعية خلال 4 شهور من إعلان رفع الحظر.
وشدد على أن قرار رفع الحظر سيكون بمثابة رسالة إيجابية لختلف دول العالم أن مصر أصبحت آمنة ومستقرة ويساهم في تغيير الصورة العامة عن مصر عقب حادث الطيران.
الخلاصة
قطاع السياحة من أهم الأنشطة الاقتصادية، ويعتبر عماد الاقتصاد المصري. وبعد حجم الأضرار التي لحقت بالقطاع عقب الحادث الأليم للطائرة الروسية فوق سيناء، فإن الأمل بات معقودا على عودة الروح مع الوفود السياحية الروسية، ويُمنح قطاع السياحة قبلة الحياة، مع أهمية الاستفادة من دروس الماضي والحفاظ على ما يتحقق، واتخاذ ما يلزم من إجراءات رادعة لمواجهة الإرهاب والتطرف.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)