ولإنقاذهم… يهيئ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، فرقه ومساعدات غذائية عاجلة تقدر بـ68 مليون دولار، لإغاثة العراقيين بينهم الذين يتوقع تضررهم ونزوحهم من مدينة الموصل الكبيرة عند عمليات تحريرها من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، غير الأموال التي خصصت للاجئين السوريين الهاربين من الحرب، في المخيمات العراقية، مثلما كشفت ممثلة البرنامج في العراق، سالي هايدوك، في حوار خاص كشفت فيه لـ"سبوتنيك" تفاصيل مهمة عن جوع المواطنين والدول مانحة المال لهم.
وإلى نص الحوار..
في أوج العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على الموصل، تخطط منظمة "برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة" توفير مساعدات تقدّر بنحو 2.6 مليون مستفيد في العراق، ومن المتوقع زيادة هذا العدد من الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدات الغذائية نتيجة القتال بين قوات الأمن العراقية وتنظيم "داعش".
سبوتنيك: في حواري مع الممثلة والمديرة القطرية السابقة لبرنامج الأغذية العالمي في العراق السيدة جين بيرس، خلال تموز/يوليو الماضي، قالت يحتاج على الفور إلى 34 مليون دولار أمريكي، لمواصلة دعم النازحين العراقيين، و8.5 مليون دولار أمريكي لدعم اللاجئين السوريين في العراق، حتى نهاية العام الحالي كانون الأول/ديسمبر 2015، هل حصلتم على هذه المنح، ومن أين؟
هايدوك: تلقى "برنامج الأغذية العالمي" تبرعات سخية من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا والاتحاد الأوروبي واليابان وغيرها من الدول، وهذا يسمح لنا دعم كل من اللاجئين السوريين الذين يعيشون في العراق، وكذلك النازحين المدنيين العراقيين حتى نهاية عام 2016.
ومع ذلك، وفي ضوء عمليات تحرير الموصل المتوقعة، وما قد ينجم عنها موجة كبيرة من المدنيين النازحين، فإنه يتطلب من "برنامج الأغذية العالمي" توفير مبلغ إضافي قدره 68 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية عاجلة لإغاثة الناس المتوقع أن تتضرر، ونحن نستمر في رصد هذه الحالة الصعبة للغاية وغير المتوقعة (تماماً) ونحدد الاحتياجات وفقا لذلك.
سبوتنيك: هل تخفيض الحصص الغذائية للعائلات النازحة في المخيمات، ساريا حتى الآن من قبل البرنامج؟
هايدوك: يتم إعطاء حصص خفض عندما يكون هناك انقطاع في التمويل.
سبوتنيك: هل تواجهون صعوبات في إيصال المساعدات إلى المناطق المحررة من سيطرة تنظيم "داعش" سواء في الأنبار أو القريبة من الموصل؟
هايدوك: لا يزال الوضع الأمني غير مستقر في المناطق المحررة حديثاً. وعليه، فإن منظمة "برنامج الأغذية العالمي" تتخذ إجراءات صارمة بحيث لا يشكل أي خطر على سلامة موظفيها وشركائها والنازحين.
ولدى البرنامج شبكة من الشركاء المحليين والدوليين على الأرض، والتي بدورها لديها اتصالات مع المجتمعات المحلية، وتعمل على تأمين الوصول إلى المناطق حيث تتواجد العائلات اللاجئة.
هايدوك: ليس لدينا معلومات دقيقة عن الوضع الغذائي داخل المدينة (الموصل). وتختلف تقديرات عدد السكان الحالي. وهذا يحد من معرفة مدى الخطر الذي تعرض له السكان، فلذا لا يمكن قياسها بدقة. ووفق التخطيط الحالي المشترك بين الوكالات، ومبدئياً، فإن مليون شخص سيحتاج إلى المساعدات الغذائية، ومن المتوقع أن يصل النازحون إلى المناطق الآمنة دون أمتعة، وفي حالة من الإرهاق البدني والعقلي. لهذا السبب، فإن "برنامج الأغذية العالمي" يرفع مستوى المتطلبات والاحتياجات استعداداً لرد احتياجات المتضررين فوراً.
سبوتنيك: كيف تقيمون الجوع في العراق الذي يشهد حربا على الإرهاب، وأين يتركز العدد الأكبر للمستضعفين في البلاد؟
هايدوك: على الرغم من الظروف التي تعم جميع أنحاء البلاد، إلا أن "برنامج الأغذية العالمي" قادر على رصد وتقييم حالة الأمن الغذائي لكل من المدنيين العراقيين النازحين واللاجئين السوريين.
تم الانتهاء مؤخراً من التقييم الشامل للأمن الغذائي، وسيتم نشر النتائج في الأشهر المقبلة. هذا، وسوف يتوفر لدينا فهم أكبر للعلاقة ما بين الصراع والأمن الغذائي في العراق، كما يقوم "برنامج الأغذية العالمي" بالمراقبة عن بعد، عبر الهاتف المحمول، في المناطق التي لا يمكن الوصول إليها من قبل موظفي "برنامج الأغذية العالمي".
سبوتنيك: ما هي الحلول التي تقترحونها على الجهات المعنية في العراق، سواء الحكومة أو البرلمان في التعامل مع نقص الغذاء الذي يعاني منه النازحون من مناطق القتال في ذروته وبعد انتهاء المعارك وتحرير الأراضي؟
هايدوك: يعمل "برنامج الأغذية العالمي" بشكل وثيق مع السلطات (العراقية) لضمان وصول الغذاء للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وكانت وزارة الهجرة والنازحين توصل المساعدات الغذائية إلى المناطق المحررة، مثل صلاح الدين ونينوى، إلى جانب تقديم دعم إضافي من قبل "برنامج الأغذية العالمية" إذا دعت إليه الحاجة.
سبوتنيك: ما أحوال اللاجئين السوريين في العراق، من مساعدات برنامج الغذاء العالمي، هل مازال البرنامج ويساعد 50 ألف لاجئ سوري في العراق ممن يعتبرون الأكثر ضعفاً؟ وهل تزايد عدد المستفيدين أو قل؟
هايدوك: حالياً، تدعم منظمة "برنامج الأغذية العالمي" 55.000 لاجئ سوري شهرياً والمتواجدين في 9 مخيمات في أنحاء العراق، فيتم دعمهم مالياً، وتمكينهم من الوصول إلى الأسواق المحلية مثل دهوك وأربيل وعقرة والسليمانية بإقليم كردستان العراق، إلى جانب ذلك، هناك العديد من اللاجئين قادرين على العمل في العراق، وبالتالي لا يحتاجون إلى مساعدة.
أجرت الحوار: نازك محمد