ويتابع: "الشباب لا يستطيعون الزواج مبكراً لأن المسؤوليات كبيرة، منها إيجاد عمل ومن ثم جمع المال لشراء شقة وغيرها…لذا الزواج يتأخر عنده 10 سنوات".
وأوضح عتريسي، أن معدل سن الزواج يتقدم مع الوقت ليصل المعدل في الوقت الحالي ما بين 27 و 32 عاماً لزواج الفتيات. أما عن آثار تأخر سن الزواج على المجتمع اللبناني يقول عتريسي: "سلبيات هذه الظاهرة أكثر من إيجابياتها، تأخير سن الزواج يؤخر عدد الأولاد وهذا يعني الاتجاه إلى مجتمعات شبيهة بالمجتمعات الأوروبية، والمشكلة الثانية هي ازدياد إمكانية الانحراف في العلاقات، مما يهدد القيم والعادات التي ترتكز عليها مجتمعاتنا لذا المشكلة كبيرة وخطيرة".
ولدى سؤال الفتيات والشبان غير المتزوجين عن أسباب عدم زواجهم، تقول مايا (34عاماً) "لم أجد الشريك المناسب حتى الآن ولم أجد شخص يحاكي طموحي".
فيما تقول فاطمة (40 عاماً) "أعطي الأولوية لعملي…أنا لا أريد الزواج، أرفض هذه الفكرة من الأساس، لأنني أراها مؤسسة فاشلة، أغلب أصدقائي يطلقون بسبب الخيانة أو بسبب الوضع المادي أو لغيرها من الأسباب…أحب الاستقلالية، ونحن الآن في مجتمع منفتح إلى حد ما، لدي عملي وسيارتي أسافر ولا أريد أن أغير نمط حياتي، أحببت مرة وفشلت ولن أكررها ".
و يقول باسم (42 عاماً) "أنا لم أتزوج حتى الآن لعدة أسباب منها، ليس لدي شقة، راتبي الشهري محدود ولا يتجاوز الألف دولار شهرياً، وأسعار الشقق تبدأ بـ 150 ألف دولار، وأعتبر الزواج مسؤولية تتطلب الكثير من المتطلبات، وهنا في لبنان المعيشة غالية والفتيات اللبنانيات لا يقبلن بالقليل".
رانيا (29 عاما) "حالياً أفكر بمستقبلي المهني، لا أرفض فكرة الزواج بالعكس سأتزوج، ولكن أعتقد أن على المرأة أن تثبت وجودها في المجتمع، وبرأيي عندما أتزوج الآن فأنا أقتل طموحي لأنني لن أستطيع إكمال دراساتي العليا وحالياً أعمل، ليس لدي وقت، عندما أنهي دراستي حينها سأفكر بالموضوع".
في حين يلجأ العديد من اللبنانيين إلى الزواج من فتيات غير لبنانيات وذلك تفادياً لمصاريف مادية كبيرة فبحسب محمد (26 عاماً) "أنا عندما أفكر أن أتزوج سأتزوج من فتاة سورية كما فعل أقربائي، اللبنانية تريد شقة وتريد ذهب وتريد حفل زفاف ضخم، السورية تقبل بلا شيء…وأنا وضعي المادي تعيس".
المعالجة النفسية باسكال مراد تقول لـ"سبوتنيك" أن هذه الظاهرة ليست منتشرة في لبنان فقط، وإنما ظاهرة منتشرة في العالم العربي ككل، السبب الأول استقلالية المرأة الآن، فقديماً كان على الفتاة إذا ما أرادت الاستقلال أن تتزوج وهو الحل الوحيد المتوفر لكي تشعر أن لها منزل وحياة خاصة بها، الآن اختلف الوضع أصبحت فاعلة في المجتمع، وتعمل، من هنا أصبحت قادرة على الاستقلالية من دون رجل. وأصبحت قادرة على أن تعيش حياتها الجنسية خارج إطار الزواج، بالتأكيد في لبنان لم نصل إلى فكرة "المساكنة" ولكن لدينا هذه الحرية وأصبحت قادرة أن تكون مع رجل بعلاقة من دون زواج".
وتتابع: "ومن الأسباب أيضاً أن الفتاة أو الرجل لم يعرفوا الحب أو لم يجدوا الشخص المناسب، لهذا لم يقدموا على هذه الخطوة…الزواج يحتاج للجرأة، الكثير من الأشخاص يشعرون بالتردد الخوف والقلق إذا ما كان الشخص الآخر مناسب أم لا، وهنا تجدر الإشارة إلى أن المجتمع تغير، هناك ازدياد لنسب الطلاق بسبب الانفتاح من خلال الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي".