وقال لافروف في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية: "الجرائم العسكرية هي مسألة يجب مناقشتها في الهيئات المعنية. هناك إجراءات معترف عليها دوليا، ومن الأفضل اللجوء إليها، عوضا عن استخدام وسائل الإعلام لجذب الاهتمام…".
ولفت وزير الخارجية الروسي، الانتباه إلى أنه لا يود الاشتباه في دعم الولايات المتحدة للإرهاب، لكن تصرفاتها بشأن تنظيم "جبهة النصرة"، تثير شكوكا كبيرة.
وقال الوزير: "أنا لا أريد الاشتباه بتشجيعهم للإرهاب، لكن ما يفعلونه بالنسبة لـ "النصرة"، يثير شكوكا كبيرة لدي".
وأضاف لافروف: "الآن لدينا انطباع أن الأمريكيين وآخرين يريدون الحفاظ على "النصرة"، في حال قرروا استخدام "الخطة ب"".
وتابع لافروف، أنه عندما اتفقت الولايات المتحدة وروسيا على تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 7 أيام في أيلول/ سبتمبر الماضي، تم الاتفاق على أن تقوم الولايات المتحدة بعملية فصل تنظيم جبهة النصرة (جبهة فتح الشام)، عن مجموعات المعارضة المعتدلة، إلا أن التمييز بينهما لم يتم حتى الآن.
وأوضح لافروف، أن الاتفاق انهار بسبب هجوم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة على مدينة دير الزور ومواقع الجيش السوري، في فترة 3 أيام من الأيام السبعة للهدنة.
وأضاف "تنظيم "داعش" بدأ فوراً بعد هذه الغارة الجوية الخاطئة هجوماً على مدينة دير الزور".
وقد رفض وزير الخارجية الروسي، التعليق على مجريات المنافسة الرئاسية الأمريكية، مؤكداً أن هذا من شأن الأمريكيين فقط، وأنه ليس من وظيفته التعليق على تلك الأمور.
وأشار لافروف إلى أنه يشاهد "بالطبع ما يحدث على التلفاز بين الوقت والآخر، ولكن هذا الأمر يعود فقط للشعب الأمريكي".
واعتبر لافروف، أن ما قالته المرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة، هيلاري كلينتون، عن رغبة روسية واضحة بعدم فوزها بالمنصب، هي "حرب تصريحات"،وليس من وظيفته الدخول فيها.
واتهم وزير الخارجية الروسي، الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية، في حين أن روسيا "لا يمكن أن تفعل ذلك"، واصفاً التصريحات الأمريكية حول تدخل روسيا في الشان الأمريكي بأنها "مثيرة للسخرية".
وذكّر لافروف، بأنه "قبل بضع سنوات، عقب الأزمة الأوكرانية والانقلاب العسكري غير الدستوري في كييف، مرر الكونغرس الأمريكي قانوناً ألزم الخارجية الأمريكية بدعم مؤسسات المجتمع المدني الروسية لجعل روسيا أكثر ديمقراطية. كان هذا توجيها مباشرا للخارجية الأمريكية، وهذا تدخل واضح في الشؤون الداخلية لروسيا الاتحادية".
وأضاف "وحين أطلق الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية بينهما، تبادلت الدولتان ملاحظات، وكان من بين ملاحظات الولايات المتحدة إصرارها على التزام كلينا بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض. ومنذ بضع سنوات اقترحنا على واشنطن إعادة التأكيد على ذلك التعهد، وهم رفضوا".
وفيما يخص نشر صواريخ في كالينينغراد، أعلن لافروف أن روسيا تقوم بنشر الأسلحة في كاليننغراد، التي هي أراضيها، في الوقت الذي تنشر به الولايات المتحدة أسلحة في شرق أوروبا، التي هي ليست أراض أمريكية.
وقال لافروف: "فيما يخص نشر صواريخ في كاليننغراد فهي أرضنا"، مضيفا "لكن الولايات المتحدة زادت بمقدار الربع تمويل البرنامج العسكري في أوروبا الشرقية. إنهم يقربون البنى العسكرية إلى حدودنا. الآن المقاتلات الأمريكية الحديثة من طراز "اف-35" ستزود بأحدث القنابل النووية وستنشر بالقرب من الحدود الروسية، وهذه ليست أراض أمريكية".