وأظهرت بيانات حكومية، تم الكشف عنها مؤخرا، أنّ عام 2015 شهد ارتفاعاً في الولادات يعدّ الأعلى من نوعه منذ عام 1982، حيث بلغ معدل الخصوبة 1.50 طفل لكل امرأة مقيمة في ألمانيا، أي ما يعادل 56 طفلاً لـ1000 امرأة.
وبحسب الأرقام الرسمية، فإن النساء اللواتي يحملن الجنسية الألمانية سجّلن معدل خصوبة يصل إلى 1.42%، مقابل نسبة خصوبة تصل إلى 1.96% للواتي يحمل جنسيّات أجنبية.
وووفقا لـ"هافينغتون بوست"، يعود الارتفاع القياسي في نسبة الولادات إلى أعداد المهاجرين واللاجئين الذين تدفقوا على البلاد مؤخراً، حيث سجّلت ألمانيا 900 ألف طالب لجوء خلال العام الماضي فراراً من الحروب والصّراعات المسلحة في الشّرق الأوسط، وبلدان إفريقية وآسيوية.
وتعاني ألمانيا انخفاضاً حادّاً في نسبة الولادات منذ انهيار جدار برلين وتوحيد شطري البلاد عام 1991، وأصبحت تُعرف بكونها "أرض بلا أطفال"، في إشارة إلى انحسار النمو السكاني الذي يُتوقع أن يتناقص بنحو 10 ملايين نسمة بحلول عام 2060، ما يعني أن عدد سكان البلاد سينخفض من 81 مليوناً إلى ما بين 68 و73 مليون نسمة خلال هذه الفترة.
وتواجه ألمانيا منذ عقود ما يصفه الخبراء بـ"القنبلة الديمغرافية الموقوتة" جراء الانخفاض في معدّلات الخصوبة، مقابل ارتفاع نسبة كبار السّن في المجتمع الألماني، وهو ما يُنذر بنقص كبير في اليد العاملة ويهدد بانهيار الاقتصاد.
ووصفت وزيرة الطفولة والأسرة في ألمانيا، مانويلا شويزيغ، الارتفاع الجديد في معدل الولادات بأنه "إشارة جميلة"، فيما يشير الخبراء إلى أن البلاد بحاجة إلى تحقيق معدل خصوبة يصل إلى 2.1% للحفاظ على توازن سكاني مستقرّ وتفادي الاختلالات الديمغرافية في المستقبل.