فكلنا نذكر استهداف منزله عام 1986، بطائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية، فالرجل كان محل استهداف القوى الإمبريالية، لأنه صاحب رؤية وهدف، وكان قائداً حقيقياً.
وأضاف الطيب الصافي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الخميس، أن حلف الناتو هو الذي قتل القذافي، والطريقة التي تمت بها جريمة القتل، تؤكد أن الأعداء عندهم عقيدة الانتقام، خاصة أن العقيد كان متعاوناً وداعماً لمحيطه العربي، فعندما أصيبت الأمة العربية بالهزيمة عام 1967، خرج الشارع العربي كله، ومعه الليبيون، يهتفون "عبد الناصر يا جمال.. هات سلاح وخد رجال".
وأوضح أن المفاوضات — التي اقتدى فيها بنهج الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر- كانت حاسمة، فخرجت القوات الإنجليزية في مارس/ آذار 1970، وخرجت القوات الأمريكية في يونيو/ حزيران 1970، وفي العام نفسه وتحديداً في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، خرجت القوات الإيطالية من ليبيا، لتنهي عهداً طويلاً من الاحتلال.
وأكد نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن ما حدث في ليبيا كان إعادة للاحتلال مرة أخرى، ولكن في صورة جديدة، فضحكوا على الناس بدعوى جلب الديمقراطية والدفاع عن الحرية وتحريرهم، ولكن الحقيقة أن الحرية كانت فيما يفعله القذافي، الذي كان يسعى إلى تحرير فلسطين، ودعم لبنان وسوريا في مواجهة إسرائيل، ولكن الآن داعمو إسرائيل هم من يتحدثون عن الحرية لليبيين.
وتحدث الطيب الصافي، عن الدعم الذي قدمه العقيد الراحل معمر القذافي إلى مصر خلال حربها مع إسرائيل في الفترة من 1967 إلى 1973، قائلا "الزعيم الراحل — ندعو له بالرحمة- كان من أكبر الداعمين لمصر، فقصة شراء ليبيا طائرات الميراج لمصر معروفة، بجانب شراء سيارات مدرعة للجيش المصري، وأيضاً شراء زوارق ومراكب مقاتلة للبحرية المصرية".
وعن الأوضاع الحالية في ليبيا، هاجم الصافي رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، قائلا "أنت جئت من البرلمان ووقفت وأقسمت يمين الولاء لليبيا، لماذا الآن تسعى إلى الحصول على تأييد الخارج وتتجاهل أبناء البرلمان وهم زملاءك، كان الأجدر بك أن تقف أمامهم وتعرض السيرة الذاتية لهؤلاء الذين ترشحهم لتولي الحقائب الوزارية في الحكومة".
ولفت إلى أن البرلمان الليبي الحالي هو السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد حتى الآن، وهو يبذل جهداً حقيقياً ليكون واجهة وطنية لليبيا، وبالتالي فإن الجيش الذي ينبثق عنه هو جيش شرعي ووطني، لذلك على العالم كله — الذي أعلن دعمه لشرعية البرلمان- أن يحترم قرار المجلس باختيار خليفة حفتر قائداً عاماً للجيش الليبي.