الخرطوم — سبوتنيك
وقال قريب الله، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، اليوم السبت:
نرحب بالخطوة التي قامت بها دولتا جنوب أفريقيا وبوروندي، بقرار انسحابهما من عضوية المحكمة الجنائية الدولية، وهذا يعكس مدى تفهم قادة البلدين لتوجهات القارة الأفريقية خلال العامين الماضيين.
وأضاف "خلال القمة الأفريقية التي جرت في كانون الثاني/يناير 2016 الماضي، استطاعت أن تصدر قرارات بالانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، باعتبارها مؤسسة انتقائية، وأصبحت أداة في بعض أياد قوى كبرى تستخدمها لتوجيه اتهامات جائرة للقادة الأفارقة".
وأشار المسؤول السوداني، إلى أن هناك لجنة أفريقية مكونة من وزراء خارجية بعض الدول الأفريقية مفتوحة العضوية، منوطة بشأن محكمة الجنائية الدولية، "قد أجرت العديد من الاتصالات مع بعض الدول، لتؤكد للعالم أن المحكمة الجنائية الدولية هي نفسها تعاني مشكلات وقصورا، نحن نعتبر أن هذه الخطوة من قبل بعض الدول الأفريقية التي خرجت من المحكمة الجنائية، جاءت بعد جهود كبيرة من قبل لجنة وزراء الخارجية الأفريقية".
وكشف خضر عن جهود مبذولة من قبل الاتحاد الأفريقي لتفعيل محكمة العدل الأفريقية، لتكون هي المظلة التي يحتكم عليها الأفارقة حول شؤونهم العدلية، وقال إن الخطوة التي قامت بها جنوب أفريقيا وقبلها بوروندي بإعلان خروجهما من عضوية المحكمة الجنائية الدولية، "تعكس مدى جدية القادة الأفارقة ليصبحوا مستقلين تماماً في اتخاذ قراراتهم باستقلالية في القضايا السياسية والاقتصادية، وبعيدا عن التأثيرات خاصة من قبل القوى الغربية".
وأوضح خضر:
لعل أجندة عام 2063، وهي خطة استراتيجية لـ 50 عاما، تهدف لتصبح قارة أفريقيا تعتمد اعتماداً كاملاً وكل الدول الأفريقية على نفسها في قضايا التجارة والزراعة حتى في الجوانب العدلية. لذلك بتنشيط محكمة العدل الأفريقية التي تسعى أجهزة الاتحاد الأفريقي لتفعيلها، لتصبح الجهة العدلية التي يتحاكم عليها الدول الأفريقية.
وتابع قائلا "فأجندة أفريقيا هي خطة استراتيجية طموحة لتخرج القارة الأفريقية تماماً من أي تأثيرات تُمارس عليها بالأخص من قبل الدول الأوروبية التي تقوم بتمويل بعض أنشطة مفوضية الاتحاد الأفريقي".
والجدير بالذكر أن الرئيس السوداني، عمر البشير، أُصدر في حقه مذكرة اعتقال من قبل محكمة الجنائية الدولية منذ العام 2009، وتعود الأسباب كما تقول المحكمة لجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية التي يتهم الرئيس السوداني بارتكابها في إقليم دارفور الغربي أثناء حربه ضد مجموعات مسلحة تقاتل ضد الحكومة منذ عام 2003.