بحضور فلسطيني رسمي ودبلوماسي وشعبي كبير، كشفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية عن أكبر لوحة فسيفساء في العالم في قصر هشام الأثري في محافظة أريحا بالضفة الغربية.
وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، أكدت على أهمية الكشف الذي يبرز ما تمتلكه فلسطين من كنوز ومقتنيات أثرية على مستوى العالم، مشيرةً إلى أن لوحة الفسيفساء في أريحا تعد واحدة من أكبر وأهم اللوحات الأثرية على مستوى العالم، والتي لا تزال موجودة في موقعها الأصلي.
وقالت معايعة، إن "لوحة الفسيفساء وبالرغم من أنها مكتشفة منذ زمن بعيد إلا أنها ظلت مغطاة بالأتربة وغير معروضة للزوار بهدف الحفاظ عليها وحمايتها من العوامل الطبيعية والبشرية، باستثناء لوحة شجرة الحياة والمعروفة بجمالها وعمق مضمونها وحرفية صانعيها".
وأوضحت أن هذه الخطوة تعتبر مقدمة للبدء الفعلي في تنفيذ مشروع تغطية أرضية الفسيفساء بسقف خاص، سيأخذ بعين الاعتبار أهمية الموقع والحفاظ على المشهد الثقافي للقصر ومحيطه، على أن لا يؤثر ذلك على القيمة الأثرية للموقع.
وتوجهت الوزيرة معايعة بالشكر للحكومة اليابانية والشعب الياباني على الدعم الفني والمالي لقطاع السياحة والآثار والتراث الثقافي في فلسطين بشكل عام، ولمشروع الكشف عن الفسيفساء بشكل خاص.
وتبلغ مساحة اللوحة 827 مترا مربعا، وتقع في قاعة الاستقبال والحمام الكبير لقصر هشام في أريحا، وتصنف بأجمل قطعة فسيفساء في العالم.
من جهته أكد محافظ محافظة أريحا والأغوار ماجد فتياني على أن هذ المشروع سيعمل على زيادة أعداد السياح الوافدين إلى قصر هشام الأثري.
وتقدم فتياني خلال حفل افتتاح اللوحة، بالشكر لوزارة السياحة الفلسطينية ولكل المساهمين في هذا الإنجاز، الذي يعزز دور السياحة خاصة في محافظة أريحا والأغوار.
وتظهر لوحة الفسيفساء على شكل شجرة الحياة، وعلى يسار الشجرة أسد يفترس غزالاً، وعلى الجهة الأخرى غزالان يعيشان بسلام، وهي إشارة إنسانية للسلم والحرب.
وللحديث عن تفاصيل اللوحة وتاريخها، قال مدير عام السياحة والآثار في محافظة أريحا إياد حمدان، إن اللوحة تعود إلى العهد الأموي، وتضم أشكالا هندسية معقدة وبعض الأشكال النباتية، وبيرز فيها بشكل واضح حرفية العمل.
ونوّه حمدان في حديثه لـ"سبوتنيك"، بأن "اللوحة اكتشفت في ثلاثينيات القرن الماضي، لكن تم إعادة تغطيتها بالأتربة بعد حادثة الزلزال الذي ضرب مدينة أريحا، وذلك خشية من تأثرها بالعوامل الطبيعية، إلى أن تم إعادة افتتاحها من جديد أمام الزوار والسياح".
بدوره أكد السفير الياباني تاكيشي أوكوبو على أهمية المشروع، والذي يأتي تتويجاً للشراكة مع وزارة السياحة والآثار ومن خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في فلسطين "جايكا"، ليكون مثالاً حياً على عمق العلاقة بين الشعب الياباني والشعب الفلسطيني.