إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تبقى محافظة حلب السورية المدينة الأولى التي تتصدر الأحداث والأخبار في العالم أجمع، لما يدور فيها من معارك طاحنة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة، وبين المجموعات الإرهابية المسلحة من جهة أخرى، حيث يذهب ضحايا الأعمال الإرهابية العشرات، أو بالأحرى، المئات من الضحايا بين قتلى وجرحى بشكل يومي، جراء أعمال القصف الذي تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة على الأحياء الغربية والجنوبية المأهولة بالسكان في هذه المدينة والذي يصل عددهم إلى ثلاثة ملايين إنسان مدني، ويتغاضى عن هذه الأعمال المجتمع الدولي بأسره، ويبقي أو يركز اهتمامه فقط على الأحياء الشرقية وماحولها، التي تتخذ منها المجموعات الإرهابية نقاط تمركز وإنطلاق للهجوم على مواقع الجيش السوري والمدنيين في الأحياء الأخرى، كما ويتخذون حوالى 300 ألف مدني كدروع بشرية يحتمون بها لمنع الجيش السوري وحلفائه من قصف مناطق تواجدهم ومراكز قياداتهم ومستودعات أسلحتهم، وهنا وفي ظل هذه التطورات وبعد أن توقفت طلعات الطيران الروسي والسوري لمدة 13 يوماً متواصلة كمبادرة حسن نية لإخلاء المدنيين، وحتى ممن أرادوا تسليم أسلحتهم من المسلحين الذين حددت لهم معابر خاصة للخروج منها في هذه الأحياء، ومع كل ذلك حتى اللحظة لم تصدر عن هذه المجموعات أو الدول الراعية لها أي خطوة أو تصريح من شأنه أن يهدأ الأوضاع ويحقن دماء الأبرياء من محافظة حلب المنكوبة، على الرغم من التصريحات الإضافية التي جاءت على لسان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية العربية السورية، التي قالت: سورية مستعدة لاستئناف الحوار السوري السوري… الغرب يستغل الوضع في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق أهدافه، وكان موقف الرئيس بوتين من التوجه نحو التهدئة وعدم توسيع العمليات العسكرية ضد المجاميع الإرهابية قد أثار حفيظة المواطنين الحلبيين، قد يكون لأنهم لم يفهموا الرسالة المراد إيصالها إلى الأمريكي ومن معه بخصوص إعطائه فرصة ومخرج آمن لإخراج مجموعاته المسلحة من أحياء حلب حقناً لدماء الأبرياء، وإعطاء مساحة آمنه تسمح للأمريكي بأن يلتزم بتعهداته حول فصل المجموعات الإرهابية المسلحة عن المعتدلة منها، وهذا مالم يريده أو بالأحرى عجز عنه الأمريكي، بالرغم من أن الرئيس بوتين سابقاً حذر من نفاذ صبر روسيا على عدم التزام الولايات المتحدة بالإتفاقات المبرمة بخصوص سورية.
والأكثر من ذلك ومازاد الطين بلة هو خروج المعارض حسن عبد العظيم بمبادرة لإيقاف الحرب في سورية، فيطلب إلى الجيش السوري إيقاف العمليات العسكرية ضد المجاميع الإرهابية، وأن تجلس الحكومة السورية مع الإرهابيين حول طاولة المحادثات وجهاً لوجه، ما آثار استهجان الشارع السوري وحتى جهات عديدة من المعارضة السورية الوطنية الداخلية، التي تعتبر أن الجيش السوري من واجبه حماية الشعب والمواطنين وليس فقط حماية الحدود.
والناحية المهمة جداً هنا، أن الأحداث التي تجري في حلب وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي والإنترنيت، تقع تحت وطأة الفبركة والتضليل الإعلامي الذي ينقل صور وفيديوهات تدعي أنها تعرض انتصارات المجموعات الإرهابية المسلحة على الجيش السوري، ومع كل ذلك لم يؤثر هذا التضليل على الروح المعنوية للشعب الحلبي الذي أبى أن يخرج من مدينته ومن بيوته رغم القصف الهائل الذي تقوم به هذه المجموعات على أحياء حلب السكنية بالمدافع والقنابل والهاون وغيرها من الأسلحة، والذي يزيد عدد الضحايا يوماً بعد يوم.
إذا مالذي يجري حقيقة في حلب؟
وإلى أي حد يزداد الوضع خطورة في ظل التطورات الحالية؟
وماهي الأهداف التي يريد تحقيقها التضليل الإعلامي المفبرك وإلى أي مدى أثر على نفسية الشعب في حلب؟
وماهي السبل المثلى لإخراج حلب من هذه الكارثة الإنسانية بفعل الأعمال الإرهابية المتواصلة؟
التفاصيل مع ضيف حلقة اليوم الكاتب والمحلل السياسي، عضو مجلس الشعب السوري السابق، وعضو لجنة متابعة الحوار الوطني فيصل عزوز