التي استهدفت في المقام الأول — قبل إسقاط الطائرة الروسية- إسقاط العلاقات المصرية الروسية، ووضع الدولتان في موقف حرج، بعدما كانت مصر المقصد الأول للروس، وكانت روسيا الداعم الأول لثورة المصريين في 30 يونيو/ حزيران.
في الذكرى الأولى لسقوط الطائرة، من طراز "إيرباص 321" التي كانت تشغلها شركة "كوغاليمافيا" الروسية، أجرت "سبوتنيك" لقاءات مع عدد من النواب المصريين، للاطلاع على تقديرهم لحجم الكارثة التي وقعت، وأيضاً ما تم عرضه عليهم فيما يتعلق بالحادث، خاصة أن مجلس النواب المصري ورئيسه علي عبد العال، أخذوا على عاتقهم جزء من مسؤولية إدارة الأزمة.
وأضاف "الهدف الثاني من حادث إسقاط الطائرة، كان الإساءة إلى العلاقات المصرية الروسية، التي تعد علاقات تاريخية، ومحاولة إفسادها، وهو هدف لم يتمكن الإرهابيون من تحقيقه، لأن ما تم بعد الحادث أثبت أن العلاقات بين القاهرة وموسكو — الممتدة منذ عشرات وربما مئات السنين- راسخة وثابتة، وتم ترجمة ذلك في الدعم المتبادل بين الدولتين على المستوى العالمي وفي المواقف والمحافل الدولية.
ويوضح النائب سامي المشد أن الإجراءات المتخذة حالياً في المطارات المصرية، هي إجراءات على أعلى مستوى وتنافس الإجراءات الأمنية العالمية، على الرغم من قناعته، أن حادث استهداف الطائرة الروسية كان يدار من الخارج، واليد التي ارتكبته أيضاً من خارج مصر، نفذت المؤامرة بدقة لإفساد العلاقات بين مصر روسيا وضرب الاقتصاد المصري.
وعن إمكانية عودة رحلات الطيران والسياحة الروسية إلى مصر في وقت قريب، قال المشد، إن الجانب الروسي يجب أن يكون مطمئناً الآن، خاصة أن الموضوع سياسي في المقام الأول، والروس يدركون جيداً أن هذا الحادث كان مقصوداً، وروسيا تعرف أن الحادث مفتعل، وأنه أكبر من كونه مجرد جريمة أو حادث إرهابي عادي.
من جانبه، رأى النائب محمود بدر، عضو تحالف "دعم مصر"، وهو الكتلة الأكبر داخل البرلمان المصري، إن لعبة السياسة الدولية تفرض على الجميع التحسب للأسوأ، لذلك فالموقف الروسي مبرر جداً ومفهوم، فيما يتعلق بالتخوف من إمكانية حدوث أي حوادث إرهابية أخرى قد تؤذي مواطنيه، ولكن مصر تدرك بالفعل حجم هذه المخاوف، وقدمت في المقابل ما يمكن اعتباره طمأنة تامة للسياح بأنهم في أمان.
ويؤكد أن هناك دول ما زالت حتى الآن تدعم أنشطة الإرهاب، ولكن هؤلاء صاروا يوجهون أموالهم لدعم الإرهاب والإرهابيين في سوريا والعراق وليبيا، بعدما أحكمت مصر قبضتها الأمنية على جميع منافذها، وقضت بشكل شبه كامل على الخلايا الإرهابية — بما فيها الخلايا النائمة- التي نشرتها جماعة الإخوان، خلال فترة حكمها لمصر.
وفي نفس السياق، اعتبر النائب أحمد العوضي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، إن حادثي سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء، وكذلك حادث سقوط طائرة مصر للطيران القادمة من فرنسا، جعل الإجراءات الأمنية المتبعة داخل المطارات تخضع لإجراءات دقيقة وشديدة الصرامة، سواء بالنسبة إلى الأمتعة أو الركاب.
وأكد أن الإجراءات في المطارات المصرية، تتم طبقاً لأعلى المواصفات والجودة المتبعة في أكبر المطارات العالمية، سواء في أوروبا، أو الولايات المتحدة، حيث أن هناك لجان عديدة جاءت من روسيا ودول أخرى، للتأكد من جودة هذه الإجراءات، وجميعهم أكدوا أن الإجراءات المتبعة في مصر تدل على أن لا يمكن أن تمر أي مخالفات أو ممنوعات، وبالتالي هناك تأمين عالي جدا.
وعن نتائج تحقيقات حادث الطائرة الروسية، قال العوضي إنها لم تعرض حتى الآن على لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان، نظراً لصعوبة التحقيقات فيها، كما أن لجنة التحقيقات في الطائرة كان من الصعب عليها تحديد الجاني في هذه الجريمة، ولكن ما تمكنت مصر من إنجازه، هو أنها رفعت مستوى التأمين لأعلى درجاتها.
ويروي النائب أحمد العوضي تجربته الشخصية مع إجراءات الأمن الجديدة في المطارات المصرية، قائلا "كنا ذاهبون إلى مؤتمر شرم الشيخ مع رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وعلى الرغم من أن المسافرون جميعهم من النواب والشخصيات العامة، إلا أن القائمون على أمن المطارات أصروا على تفتيشنا تفتيشاً دقيقاً، وخضعنا لأعلى درجات الدقة في التفتيش، للتأكد من أننا لا نحمل أي ممنوعات".
وكانت الطائرة الروسية من طراز "إيرباص 321" والتي كانت تشغلها شركة "كوغاليمافيا" الروسية، قد أسقطت في سيناء، فوق منطقة الحسنة بالعريش، في 31 أكتوبر/ تشرين أول، من العام الماضي 2015، ما أسفر عن مقتل 224 شخصاً، معظمهم من المواطنين الروس، كانوا يقضون أجازتهم في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وبعد الحادث أعلنت السلطات الروسية وقف جميع رحلاتها المباشرة إلى القاهرة، لحين الانتهاء من تجهيز المطارات المصرية بإجراءات أمنية جيدة، تضمن سلامة السياح الروس، وعلى الفور بدأت القاهرة في تنفيذ هذه الإجراءات، تحت إشراف رفيع المستوى من جهات أمنية روسية، وتجري زيارات من جانب وفود روسية إلى مصر، للإشراف على الإجراءات أولا بأول.