عمان — سبوتنيك
مشيرا إلى أنه عندما تصل الخطط والاستراتيجيات إلى البيت البيض "لا يعود أمام الرئيس مجالا للمناورة فيها إلا بنسبة 5-10 في المائة، ويكون ملتزما بكل ما ورد فيها" دون أي تفريق فيما إذا كانت مرجعية الرئيس ديمقراطية أم جمهورية.
وقال عكنان في حوار مع وكالة "سبوتنيك" مجيبا على تساؤلات لماذا يجتهد الساسة والخبراء في التكهن بشخصية الرئيس المقبل الذي سيشغل البيت الأبيض إذا كانت وضع الاستراتيجيات المتعلقة بالسياسة الخارجية ليست من صلاحياته؟ وبالتالي ما قيمة الوعود الانتخابية التي يطلقونها لجذب الناخبين؟
فقال أن مرشحي الرئاسة الأمريكية أثناء حملاتهم الدعائية "يعزفون على كل الأوتار ويسمح لهم بأن يقولوا ما يشاؤون لاستقطاب الناخبين"، لا سيما وأن الناخب الأميركي لديه مخاوف ومحاور اهتمام تشغله لتحديد رئيسه المفضل، و"لكن بمجرد دخول الرئيس للبيت الأبيض فعليه أن يلتزم بالسياسات التي ترسمها مراكز القرار" بغض النظر عما كان يقولوه خلال دعايته الانتخابية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية بالقول "هذا ما تؤكده السياسات الأمريكية في الشرق الاوسط وفي تعاطيها مع القضية الفلسطينية منذ عام 1967 عندما تسلمت الولايات المتحدة زمام الأمور من بريطانيا وحتى الأن…نحن دائما نراهن على هذا الرئيس أو ذاك ونتطلع لحدوث تغييرات لنتفاجأ أن شيئا لم يتغير، ونعاود مجددا بلع الطعم في كل مرة يجري فيها انتخاب رئيس جديد".
وتابع الخبير مؤكدا كلامه قائلا "إن السياسة الأمريكية الحالية في سوريا على سبيل المثال ليست من مخرجات الرئيس أوباما، وقد لا نلاحظ أية فروقات لاحقا مع وصول رئيس جديد إلا في اطار الهوامش المتاحة له دون تغيير في جوهر السياسة العامة".
وفيما يتعلق بالعلاقة بين الأردن والولايات المتحدة أوضح المتحدث أنها "أيضا محكومة بالاستراتيجيات الكبرى التي تضعها مراكز القرار الأمريكية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأردن وغيرها من الكيانات الوظيفية الصغيرة ليست كيانات فاعلة في السياسة الخارجية، وإنما هي أدوات يمكن أن تتحرك ضمن حدود ولكن دون تجاوز الهوامش المتاحة" لتنفيذ الخطط الاستراتيجية.