اريحا — سبوتنيك
وقال مدفيديف في مقابلة مع وسائل أعلام فلسطينية: "اصبحت منطقة الشرق الاوسط اليوم مشهدا للاحداث الدرامية والمآسي الانسانية، حيث كان قصر النظر لبعض القادة الذين عجزوا عن توجيه بلدانهم ومجتمعاتهم إلى مسار التنمية المعاصرة، واللامسؤولية والانانية لبعض القادة الاخرين الذين قرروا أنه من بحقهم التدخل من الخارج في الشؤون الداخلية للدول الاخرى من أجل تحقيق مصالحهم، قد حوّل المنطقة القادرة على تحقيق الازدهار إلى منطقة النزاعات".
وأضاف مدفيديف أن "الارهاب والتعصب الديني يشكل خطرا لجميع البلدان ليس فقط في هذه البقعة من الارض، بل وفي كل مكان تقريبا. ولكن، من هذه المنطقة بالذات يجب أن نبدأ جهودنا لفك العقدة المشدودة للتناقضات التي تزعزع الاستقرار".
وأشار مدفيديف إلى أنه "على هامش هذه التطورات العاصفة قد تبدو القضية الفلسطينية وكأنه تراجعت اهميتها، ولكن روسيا كانت دائما تتشبث بموقفها الثابت — حل القضية الفلسطينية اولوية وشرط لازم للتسوية العادلة والشاملة في منطقة الشرق الاوسط برمتها. فإن مصير الشعب الفلسطيني والدولة الفلسطينية هو مؤشر مدى جاهزية القوى الاقليمية والدولية الكبرى لحل قضايا التنمية الدولية الاكثر الحاحا".
وشدد رئيس الوزراء على أنه "من المهم للغاية تحقيق الاستئناف الفوري للحوار الفلسطيني — الإسرائيلي الذي يجب أن يؤدي في نهاية المطاف إلى ايجاد حل لمسالة تعايش الدولتين اللتين تتمتعان بحقوق متساوية".
ولفت مدفيديف إلى أن "القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني تواجه عددا كبيرا من التحديات الحادة التي تزيدها سوءا الاجواء من الغموض السائدة اليوم على عموم الشرق الاوسط. فإن دولة فلسطين الفتية التي تمر بالمرحلة المعقدة لتشكيلها، تجد نفسها غير حصينة من هذه المخاطر بصورة خاصة. وأريد أن أؤكد على أن روسيا كانت ولا تزال صديقا للفلسطينيين. وسنعمل كل ما بوسعنا لضمان الرخاء والامان لبلادكم".
وأعاد مدفيديف للأذهان أن "تاريخ علاقات روسيا مع فلسطين رسميا يعود إلى 30 نوفمبر عام 1974، عندما زار موسكو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات. ومنذ عام 1976 تعمل في موسكو ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية التي تم تحويلها في عام 1990 إلى سفارة دولة فلسطين".