ركزت كلينتون بشدة على شعبية أوباما من دون أن تشعر بمقدار السخط الشعبي من سياساته، وخاصة برنامج الرعاية الصحية، فقد افترضت كلينتون أنها قادرة على البقاء مع اليسار وكسب المعتدلين في آن معاً. كما افترضت أن الأقليات ستصوت لها، وأن الناخبين سيتجاهلون ماضيها الحافل بالفضائح.
إرث أوباما
ويلفت زاخيم، لتقديم كلينتون لنفسها بوصفها الحامية لإرث باراك أوباما. وركزت بشدة على شعبيته من دون أن تشعر بمقدار السخط الشعبي من سياساته، وخاصة برنامج الرعاية الصحية. فمع اقتراب موعد التصويت، وجد الأشخاص الذين هدفت خطة "أوباما كير" لمساعدتهم، أن معدلات كلفة ضمانهم الصحي ارتفعت بنسبة 25%، مع تحذيرات من الحكومة من أنها ستعاقبهم إذا لم يسددوا قيمة التأمين الصحي. ومع ذلك، تعهدت كلينتون الإبقاء على "أوباما كير"، واتسمت سياستها بالغطرسة حيال سياسات برني ساندرز، وهو ما دفع الناخبين إلى رفض عودتها إلى البيت الأبيض.
مخاوف مشروعة
ويرى زاخيم، أن تلك المخاوف كانت مشروعة. إذ أن كلينتون لم تصادق على تعيين أوباما لميريك غارلاند كرئيس للمحكمة العليا، ووصل بها الأمر للإيحاء بأنه يحتاج لمصادقة مجلس الشيوخ. كما لم تفعل ما يناقض الانطباع بأنه في حال فوزها بالانتخاب، فسوف تختار مرشحين للمحكمة العليا من اليساريين، وغير المحافظين، أو حتى المعتدلين. والتزمت الصمت حيال معارضة إليزابيت وارين وبيرني ساندرز لاختيارها عدداً من كبار الديمقراطيين لوظيفة وزير خزانة بسبب قربهم الشديد من وول ستريت.
سوء تقدير
ومن جهة ثانية، يشير الكاتب إلى التقييم المفرط لكلينتون لأثر أصوات الأقليات، وعدم تقديرها مخاوف أثارتها خصوصاً في نفوس الذكور البيض. فقد راهنت على أن ائتلافاً من الأقليات سيشكل أعداداً هائلة في ولايات كانت أصواتها تذهب تقليدياً لصالح الجمهوريين.
وقال زاخم: "لقد أخطأت في تقديراتها. ولم تدرك أن وجودها كامرأة على بطاقة الانتخاب، يضاف إليه هجمات ترامب المتواصلة على شخصها وسياساتها، وخاصة برنامج "أوباما كير"، سيدفع الناخبين الذكور البيض للتصويت، بشكل لم يسبق له مثيل منذ عشرات السنين".
تجنب العقاب
وأما الخطأ الثالث، فيكمن في عدم إدراكها أهمية تجاهلها للقانون. وقد وصل الأمر لدرجة أن أعضاء من حزبها، أبدوا استياءهم من طريقة معالجتها لقضية البريد الإلكتروني.
ترامب
وبرأي زاخيم أنه أياً كان ما يمكن قوله عن ترامب، فقد اختار أن يكون نفسه، بغض النظر عن جهله الواضح. فقد تعامل بصراحة مع قضايا كالهجرة والتحالفات والانفاق الدفاعي، وبقي ملتزماً بما قاله (رغم تغيير موقفه بشأن دعمه لحرب العراق). وفي الجانب الآخر، تأرجحت كلينتون بين عدد من القضايا، وعرفت بتلاعبها بحقائق. وكان من الصعب أحياناً معرفة موقفها الحقيقي، سوى رغبتها الجامحة بأن تكون أول امرأة تنتخب رئيسة لأمريكا.
المصدر: وكالات