ومع تزايد وتيرة العمليات الحربية من قبل الجيش العراقي وتقدمه باتجاه مركز المدينة، تتزايد عمليات نزوح المدنيين من الموصل، فمنذ بدء العملية، قام ما يقرب من 39 ألف مدني بمغادرة المدينة، هربا من الأعمال القتالية ويقيمون الآن في معسكر لللاجئين.
ويروي محمد عيسى وكوثر إيلي وهم من سكان الموصل الفارين من جحيم المعركة لمراسل "سبوتنيك" عن معاناتهم وتجربتهم الشخصية أثناء فرارهم من المدينة.
يقول محمد عيسى البالغ من العمر 38 عاما، "نحن من منطقة في شرق الموصل، حيث يعيش العديد من الأكراد والعرب معا. وقد شن الجيش العراقي عملية لتحرير منطقتنا من أيدي التنظيم الإرهابي، ولمدة أكثر من 4 أيام، استمر القتال العنيف هنا، وقد حلقت القنابل والصواريخ في الهواء بشكل مفزع، فرد مسلحو "داعش" بالمركبات المتفجرة. وكقاعدة عامة، يقوم الجهاديون بعملياتهم ليلا، والجيش العراقي نهارا، وبسبب الاشتباكات المستمرة، لم نستطيع ترك المنزل.
وتابع، حصلنا على فرصة للهروب عندما خسر "داعش" السيطرة على عدة مواقع في المنطقة. وعندما هربنا، فتح الجهاديون النار علينا. وكنا 200 شخص. ونتيجة لإطلاق النار، قتل 6 أشخاص، وأصيب 12 آخرون ".
أما كوثر إيلي البالغة من العمر 73 عاما، قالت "أنا وأبنائي الـ 5، و14 حفيدا لمدة 6 أيام لم نستطيع مغادرة الموصل، لأن مسلحي "داعش" لم يسمحوا لأحد أن يهرب، فهم يقومون بإطلاق النار على كل من يحاول الهرب.
وكشفت أن مسلحي التنظيم الإرهابي قاموا بثقب إطارات السيارات حتى لا يستطيع أحد الهروب. وقالوا للسكان: "إذا كان في المدينة سكان مدنيون، فلن يهاجموها. لذلك، ستبقون هنا".
وأضافت، عندما اقتحم الجيش العراقي منطقتنا، حاولنا الهروب جنبا إلى جنب مع مئات من الناس هناك، وعندما هربنا، أطلق الإرهابيون النار على الشوارع التي كنا نستخدمها للهرب. ونتيجة لذلك، فإن عدة أشخاص قتلوا وجرح أخرون.
وتابعت، في تلك اللحظة اعتقدت أننا سنموت، كنا في حالة من الذعر، خائفة جدا. وبمجرد أن شنت الطائرات غارات جوية على الأماكن، التي يهجمون علينا منها، توقفت الهجمات ضدنا، وتمكنا أخيرا من الفرار. بصراحة، حتى هذه اللحظة نحن غير مصدقين أننا هربنا سالمين دون أذى، لأنه في أي لحظة كان يمكن أن ينفجر لغم أو تصاب بقذيفة مدفعية".