وكانت اللجنة الوزارية للتشريع في إسرائيل صادقت، أمس الأحد، على مشروع قانون "منع الأذان" في المساجد الإسلامية، مع تأييد من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لمشروع القانون.
وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية يوسف إدعيس، ندد بمصادقة اللجنة الوزارية للتشريعات في الحكومة الإسرائيلية، على منع رفع الأذان في القدس والأحياء العربية المحيطة بها.
واعتبر أدعيس، في بيان صحفي، أن "هذا القانون يعبر عن عنصرية تجاوزت الأبعاد السياسية لتصل إلى أبعاد دينية تنذر المنطقة كلها بحرب دينية، من خلال المساس بحرية المعتقدات ووسائل التعبير عنها كما كفلته الشرائع السماوية والقوانين الدولية".
وأكد أن "هذا العمل ينضح تطرفاً وعنصرية تجاه أبناء الديانة الإسلامية في القدس، هذه المدينة التي يحاول العنصريون إلغاء كونها مدينة تعددية مارست فيها الديانات السماوية عبادتها وشعائرها فيها بحرية كاملة على مدار تاريخها، وتحويلها إلى مدينة بسماتٍ إقصائية تعبر عن لون عنصري إسرائيلي متطرف".
وضجت الأوساط الشعبية الفلسطينية بالغضب والتنديد عقب إصدار القرار، وقال الناشط إبراهيم الأخرس لـ"سبوتنيك"، إن "هذا القرار يمثل حربا إسرائيلية واضحة على المسلمين في كل مكان وليس فقط في فلسطين، ويؤسس لحرب دينية قادمة".
وأشار الأخرس إلى أن "فلسطين ومنذ قدم التاريخ كانت واحة للديانات السماوية وحرية العبادات، وإسرائيل تسعى إلى نسف كل هذه الحضارة من أجل الابقاء على الطابع اليهودي العنصري، مما يشكل خطراً كبيراً وتهويداً واضحاً لكل المعالم والتراث الإسلامي".
وأكد الأخرس أن "الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه لن يسكت أمام هذه العنجهية الإسرائيلية، وسيقاوم بكل الوسائل لمنع تطبيق قانون منع الأذان"، مطالباً منظمات العالم الإسلامي والمجتمع الدولي بالوقوف في وجه العنصرية الإسرائيلية التي ستقود لحرب دينية إذا استمرت على هذا الحال.
من جهتها قالت الناشطة الفلسطينية منى صادق إن "نشطاء التواصل الاجتماعي ومنذ اللحظة الأولى من صدور قرار المصادقة على قانون منع الأذان، قاموا بتدشين حملة من أجل الوقوف في وجه هذا القرار، وتعريف العالم كله بهذه الجريمة الدينية التي تمارسها إسرائيل".
وأضافت صادق في حديث لـ"سبوتنيك"، "مهما حاولت إسرائيل طمس الحضارة الإسلامية في القدس وفي الداخل الفلسطيني، لن تستطيع ذلك، فالفلسطينيون متجذرون في هذه الأرض، بثقافتهم وتعاليمهم الدينية، ولن يسمحوا بهذا العدوان أن يستمر".
ودشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي وسم (لن يسكت الأذان) والذي لاقى صدى كبيرا في العالم العربي والإسلامي، حيث عبر المغردون عن غضبهم من القرار الإسرائيلي ورفضه بشكل كامل.
بدروه قال رئيس دائرة المخطوطات بالمسجد الأقصى ناجح بكيرات، إن "من لا يريد أن يسمع الأذان فعليه أن يرحل ويعود إلى حيث كان"، مطالباً أعضاء الكنيست العرب بالاستقالة تنديداً بالقرار الإسرائيلي.
وشدد بكيرات على أنهم سيحافظون على الأذان رغم الملاحقات والاستدعاءات الإسرائيلية للمؤذنين، مضيفاً "سنقف لهم بالمرصاد، وسنحافظ على الأذان".