وهذه الحيوانات المذهلة قادرة على التعرف على الأشياء تحت طبقات الوحل والتنبؤ باقتراب الأشياء من مسافات بعيدة جدا. وقد تمت كتابة العديد من الأساطير عن موهبة هذا النوع من الدلافين، حيث أنه يمكنها إيجاد المسامير والمواد الحديدية في طبقات الطين والأماكن عديمة الرؤية.
وقد بدأ الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة تقريبا منذ عام 1960 في آن واحد بتدريب هذا النوع من الدلافين. والآن يوجد فقط مركزان لتدريب الدلافين الحربية هما مركز "سان دي ياغو" في الولايات المتحدة، وآخر في "سيفاستوبول" في روسيا الاتحادية.
وفي عام 1967 في "سيفاستوبول" تم تدريب الدلافين الحربية في "خليج القوزاق" في أول حوض عسكري سوفيتي، حيث جرى إنزال 50 دلفينا من هذا النوع في الحوض. وكانت التدريبات تشبه العروض في السيرك ولكن مكان الألعاب استخدمت هناك "ألغام" وبعض "الطوربيدات الحربية".
وقد تم تدريب الدلافين على إيجاد الطوربيدات الضائعة والمضمحلة في الوحل لفترات طويلة والتي لا يمكن للبشر آنذاك من إيجاد هذه المعدات بأنفسهم. كما تم تدريبها على استخدام كاميرا خاصة تتحمل ضغط الماء إلى عمق 100 متر، حيث تعلمت كيفية إيجاد الهدف والوقوف بجانبه وإطلاق حديدة مجهزة مع الكاميرات لمعرفة مكان الهدف.
ويشار أيضاً إلى أن خدمات هذه الدلافين لم تقتصر فقط على الحربية منها، وإنما تعدت ذلك إلى تلك المرتبطة بعلم الآثار، حيث يستخدم الباحثون هذا النوع من الدلافين لإيجاد حطام السفن القديمة والعديد من الآثار المختلفة.